الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٢٣٠
جماعة فقاموا عليه ونسبوه إلى انحلال العقيدة وكتبوا محضرا ووضعوا خطوطهم فيه بما يستباح به دمه يقال أن بعض الفضلاء لما أتوا إليه بالمحضر ليكتب فيه بما كتبوا فأخذ القلم وكتب من الكامل * حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه * فالقوم أعداء له وخصوم * وكان ذلك سببا لفل جمعهم فخرج سيف الدين إلى الشام مستخفيا وكان فيه رقة قلب وسرعة دمعة ومن عجيب ما يحكى عنه أنه ماتت له قطة بحماة فدفنها ولما جاء إلى دمشق نقل عظامها في كيس ودفنها في تربة بقاسيون ومن تلاميذه القاضي صدر الدين ابن سني الدولة والقاضي محيي الدين ابن الزكي وغيرهما ابن الشيخ علي الحريري علي بن علي ابن أبي الحسن الشيخ علي ابن الشيخ علي الحريري توفي ببسر عن اثنتين وسبعين سنة في سنة خمس عشرة وسبع مائة الناسخ المغربي علي بن أبي علي الناسخ المغربي قال ابن رشيق في الأنموذج شاعر مجيد يطلب البديع ويحب الصنيع ويحرص عليه ويحترس من توابع الانتقاد حضرت عنده المكتب في جملة غلمانه فكنت أراه وهو لا يلقي بي بالا ربما تناول رقعة لطيفة وكتب بخط رقيق شيئا أظنه يحفظه فأخالفه إليه فإذا هو شعر من صنعة وقته لا تسويد فيه إلا اليسير في النادرة ثم ترك التأديب وجاور في شطر حانوت كنت فيها بسوق البز فكان يصنع الشعر إملاء علي وهو في أسبق البيوع والأشربة وما له به اكتراث وأورد له قوله يخاطب ولده وقد سافر إلى مصر وهو صغير السن من البسيط) * أحلت رأيا تجلى عن ذراك علا * أو الردى العذب بين البيض والعذب * * والله يا ولدي المجذوب من كبدي * للرأي ذاك وإن أمسى به عطبي * * فما الحياة إلى نفسي بمعجبة * إن لم تجزبي أعلى السبعة الشهب * * رمى بك البيد مرمى السهم في وتر * هم تبيت به للمجد في نصب * * لقد تأهلت من عقل بلا كبر * وقد تأدبت من طبع بلا أدب * وأورد له قوله من المنسرح * ما عذره حيث لم يمت أسفا * وإن غدا الموت خير ما ألفا * * هل يفضل الموت عيشة وقفت * به بحيث الغرام قد وقفا *
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»