الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ١١٨
* ولا عيب فيها غير أن نذيرها * يروع قلوب الطير حتى تضعضعا * * على أنها مكفولة الرزق ثقفة * وإن راع منها ما يروع فأفزعا * * متاع لراميها الرمايا كأنما * دعاها له داعي المنايا فأسمعا * * تؤوب بها قد أكسبتك وغادرت * من الطير مفجوعا به ومفجعا * * لها عولة أولى بها من تصيبه * وأجدر بالإعوال من كان موجعا * * وما ذاك إلا زجرها لبناتها * مخافة أن يذهبن في الجو ضيعا * * تقلب نحو الطير عينا بصيرة * كعينيك بل أذكى ذكاء وأسرعا * * مربعة مسقومة بشبابها * كتمثال بيت الوشي حيك مربعا) * (تقاذف عنها كلما ساء حذرة * يمر مرورا بالفضاء مشيعا * * فإن أخطأته استوهلته لأختها * فتلحقه الأخرى مروعا مفزعا * * وإن ثقفته أنفذته وقدرت * له ما يوازيه من الأرض مصرعا * * كأن بنات الماء في صرح متنه * إذا ما علا رأد الضحى فترفعا * * زرابي كسرى بثها في صحابه * ليحضر وفدا أو ليجمع مجمعا * * تريك ربيعا في خريف وروضة * على لجة بدعا من الأرض مبدعا * * وأخضر كالطاووس يحسب رأسه * بخضراء من محض الحرير مقنعا * * يلوح على إسطامه وشي صفرة * ترقش منها متنها فتلمعا * * كملعقة الصيني أحكمها يدا * صناع وإن كانت يد الله أصنعا * * وعينان حمراوان يطرف عنهما * كأن حجاجيه بفصين رصعا * * ومن أعقف أحذاه منقاره اسمه * أضد بديع الحسن فيه فأبدعا * * مطرف أطراف الجناح تخاله * بنان عروس بالثريا مقنعا * هذه القصيدة العينية طويلة اخترت منها هذا الذي أثبته ومن قصائده الغر قوله في عبد الملك بن صالح الهاشمي ويذكر الجارية السوداء وأبدع في أوصافها منها من المنسرح تبارك الله خالق الكرم البارع من حمأة ومن علق * ماذا رأيناه في جناب فتى * كالبدر يجلو جوانب الغسق *
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»