الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ١١٦
* يطوف بكاسات العقار كأنجم * فمن بين منقض علينا ومنفض * * وقد نشرت أيدي الجنوب مطارفا * على الجو دكنا والحواشي على الأرض * * يطرزها قوس السحاب بأخضر * على أحمر في أصفر فوق مبيض * * كأذيال خود أقبلت في غلائل * مصبغة والبعض أقصر من بعض * وقولي في صانع الرقاق من البسيط * لا أنس لا أنس خبازا مررت به * يدحو الرقاقة مثل اللمح بالبصر * * ما بين رؤيتها في كفه كرة * وبين رؤيتها قوراء كالقمر * * إلا بمقدار ما تنداح دائرة * في صفحة الماء يلقى فيه بالحجر *) وزاد أبو بكر النحوي أنه أنشده في قالي الزلابية من البسيط * ومستقر على كرسيه تعب * روحي الفداء له من منصب تعب * * رأيته سحرا يقلي زلابية * في رقة القشر والتجويف كالقصب * * كأنما زيته المغلي حين بدا * كالكيمياء التي قالوا ولم تصب * * يلقى العجين لجينا من أنامله * فيستحيل شبابيكا من الذهب * ومن قصائده الغر قوله من الطويل * بكيت فلم تترك لعينيك مدمعا * زمانا طوى شرخ الشباب فودعا * منها * أعاذل إن أعط الزمان عنانه * فقد كنت أثني منه رأسا وأخدعا * * سقى الله أياما مضت ولياليا * تقطع من أسبابها ما تقطعا * * ليالي ينسين الليالي حسابها * بلهنية أقضي بها العمر أجمعا * * ليالي لو نازعتها رجع أمسها * ثنت جيدها طوعا إلي لترجعا * * وقد أغتذي للطير والطير هجع * ولو علمت مغداي ما بتن هجعا * * بخلين تما بي ثلاثة إخوة * جسومهم شتى وأرواحهم معا * * كمنطقة الجوزاء لاحت بسدفة * بعقب غمام عمها ثم قشعا * * كأني ما روحت صحبي عشية * بساحل مخضر الجنابين مترعا * * إذا رنقت شمس الأصيل ونفضت * على الأفق الغربي ورسا مدعدعا *
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»