الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ١٢٣
* هذي النجوم هي التي ربتهما * بحيا السحاب كما يربي الوالد * * فانظر إلى الولدين من أدناهما * شبها بوالده فذاك الماجد * * أين العيون من الخدود نفاسة * ورياسة لولا القياس الفاسد * وناقضه جماعة من شعراء بغداد وعاكسوه منهم أحمد بن يونس الكاتب حيث قال من الكامل * إن القياس لمن يصح قياسه * بين العيون وبينه متباعد * * إن قلت أن كواكبا ربتهما * بحيا السحاب كما يربي الوالد * * قلنا أحقهما بطبع أبيه في * الجدوى هو الزاكي النجيب الراشد * * زهر النجوم تروقنا بضيائها * ولها منافع جمة وفوائد * * وكذلك الورد الأنيق يروقنا * وله فضائل جمة وعوائد * * إن كنت تنكر ما ذكرنا بعدما * وضحت عليه دلائل وشواهد * * فانظر إلى المصفر لونا منهما * وافطن فما يصفر إلا الحاسد * وقال سعيد بن هاشم الخالدي من الوافر * أبحت النرجس الرقي ودي * ومالي باجتناب الورد طاقه * * كلا الأخوين معشوق وإني * أرى التفضيل بينهما حماقه * * هما في عسكر الأنوار هذا * مقدمة تسير وذاك ساقه * وقال أبو بكر الصنوبري من الخفيف * زعم الورد أنه هو أزهى * من جميع الأزهار والريحان) * (فأجابته أعين النرجس الغض * بذل من قولها وهوان * * أيما أحسن التورد أم مق * لة ريم مريضة الأجفان * * أم فماذا يرجو بحمرته الور * د إذا لم يكن له عينان * * فزهي الورد ثم قال فجئنا * بقياس مستحسن وبيان * * إن ورد الخدود أحسن من عي * ن بها صفرة من اليرقان * وقال مسلم بن الوليد يفضل الورد من السريع * كم من يد للورد مشهورة * عندي وليست كيد النرجس * * الورد يأتي ووجوه الربا * تضحك عن ذي برد أملس * * وقد تحلت بعقود الندى * نابتة في الأرض لم تغرس * * ولن ترى النرجس حتى ترى * روض الخزامى رثة الملبس * * وتخلق النكباء ما جددت * أيدي الغوادي من سنا السندس * * هناك يأتيك غريبا على * شوق من الأعين والأنفس * قلت وفي ترجمة عبد الوهاب بن سحنون مجاراة في ذكر الورد والنرجس والمفاضلة بينهما فلتطلب من هناك
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»