ذلك ولم يزل مستقيم الحال إلى أن تغير عليه المقتفي فأراد القبض عليه فالتجأ إلى دار السلطان مسعود بن محمد إلى أن قدم السلطان بغداد فأمر بحمله إلى داره مكرما وجلس في داره ملاصقا للخليفة وهو ملازم العبادة وكل من كان له عليه إدرار لم يقطعه في عزله إلى أن توفي سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة وسمع الكثير من أبيه وعميه أبي نصر محمد وأبي طالب الحسين ومن علي بن أحمد البشري ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي ونصر بن أحمد بن البطر والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي والوزير نظام الملك أبي علي الحسن وغيرهم وكانت له إجازة من أبي جعفر ابن المسلمة وحدث بأكثر مروياته الحاجب علي بن طغريل الأمير علاء الدين الحاجب الكبير بدمشق حضر من القاهرة إلى دمشق حاجبا في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وسبع مائة في أواخر أيام الأمير سيف الدين يلبغا فما أقام إلا يسيرا حتى جرى ما جرى ليلبغا على ما هو مذكور في ترجمته وكانت الملطفات قد جاءت من السلطان المظفر حاجي إلى الأمير علاء الدين المذكور وإلى الأمراء بإمساك يلبغا فلما هرب يلبغا ساق خلفه علي بن طغريل وجماعة من الأمراء ورد من ورد منهم وبقي هو وراءه إلى أن اضطره إلى حماه حكى لي الأمير سيف الدين تمر المهمندار أنه رآه وقد جاءه اثنان من جماعة يلبغا وطعناه برمحيهما وأنه عطل ذلك بقفا سيفه ولم يؤذ أحدا منهما وكان يحكي ذلك ويتعجب من فروسيته ولم يزل بدمشق إلى أن وصل الأمير سيف الدين أرغون شاه فلم يزل يدخل عليه ويطلب الإقالة من الشام والرجوع إلى مصر إلى أن كتب له إلى باب السلطان فأجيب إلى ذلك وتوجه إلى القاهرة في شعبان سنة ثمان وأربعين وسبع مائة وحضر الأمير سيف الدين) منجك عوضه إلى دمشق حاجبا وأقام الأمير علاء الدين ابن طغريل بالقاهرة بطالا إلى أن توفي رحمه الله تعالى في سنة تسع وأربعين وسبع مائة بالطاعون الزينبي النقيب علي بن طلحة بن علي بن محمد أبو الحسن الزينبي قلده الإمام المستنجد نقابة العباسيين والصلاة والخطابة بمدينة السلام بعد وفاة أبيه في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وخمس مائة وكان شابا حدثا أمرد له من العمر ما يقارب العشرين سنة فبقي على ولايته إلى أن ظهر له أنه يكاتب قوما من المخالفين للديوان فقبض عليه في ذي الحجة من السنة المذكورة وقطعت أصابع يده اليمنى وبقي في محبسه بدار الخلافة إلى أن أخرج ميتا في شهر
(١٠٥)