الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٦
* مشعشعة كأن الحصن فيها * إذا ما الماء خالطها خرينا * كذا قال تهكما ألا قال كما قلت (من الطويل) * وسالت نطاق الراح في الراح * فاغتدى السماح إلى راحاتنا فسخينا * ثم أخرج رقعة من تحت مصلاه وقال ما معنى قولي قلت شطر أعاديك حظ من كفر أياديك فقلت اكتبها وأفسرها فقال اكتبها فكتبتها وقلت شطر أعاديك ديك وقلبه كيد أردت أن الكيد خط من كفر أياديك فقال لي أحسنت ثم أقبل علي بعد إهمالي ولما قدم أسعرت تسامع به أهلها فقصدوه من كل فج وكان فيهم شاعر فأنشده شعرا استجاده وقال له إني أرفع هذا الشعر عن طبقتك فإن كنت في دعواه صادقا فقل في معناه الآن شيئا آخر ففكر ساعة وقال (من الطويل) * وما كل وقت فيه يسمح خاطري * بنظم قريص يقتضي لفظه معنى * * ولم يج الشرع الشريف تيمما * بترب وبحر الأرض في ساحة معنا * فقال له الحلي ويلك اسجد ويلك اسجد فإن هذا موضع من مواضع سجدات الشعر وأنا أعرف الناس بها ومن خطبه الحمد لله فالق قمم حب الحصيد بحسام سح السحب صايغ خد الأرض بقاني شقيق يانع العشب نافخ روح الحياة في صور تصاويرها بسائح الفرات العذب محي ميت الأرض بإماتة كالح الجدب لابتسام ثغر نسيم أنفاح الخصب محيل جسم طبيعة الماء المبارك في أشكال الحب والعنب والزيتون والقضب جاعله للأنام والأنعام ذات الحمل والحلب محلى جيد الأفلاك بقلائد دراري النجوم الشهب ومجلس جند الأملاك عن مباشرة التصرف والكسب والقيام بالواجب وأصل التسبيح والتقديس للرب قلت لم أورد هذه السجعات إلا لترى أيها الواقف على هذا الكتاب ما على هذا الكالم من التكلف والقلق والثقالة هذاك شعره وهذا نثره على أن النظم خير من النثر ولا خير في كثير كيف به لو نثر مثل القاضي أو نظم مثل ابن سيناء الملك وله من التصانيف
(٢٠٦)
مفاتيح البحث: نهر الفرات (1)، السجود (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»