الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ٢١١
* قد ضيقت منه أنفاس الخناق بلا * جرم وتضربه ضربا بلا حرد * * فتسمع الصوت منه حين تضربه * كأنه خارج من ماضغي أسد * فقال غلام أمرد من أولاد الكتاب هذا هو الطبل فقال العميد عهدي بك تستدخل الأعور فكيف استخرجت الأعمى فخجل الغلام وضحك الحاضرون وامتدحه شاعر بشعر غير طائل فأخر صلته فكتب الشاعر بيتين وسأل الدواتي أن يضعها في الدواة وهما (من الوافر) * أبا بكر هجوتك لا لطبعي * فطبعي عن هجاء الناس ناب * * ولكني بلوت الطبع فيه * فإن السيف يبلى في الكلاب * فلما وقف عليهما استحسن ذلك ورد الشاعر من فراسخ بعيدة ولما رآه أقبل عليه وقام له واعتنقه وقال لو كان مدحك مثل هجوك قاسمتك نعمتي ثم أحسن جائزته قلت هذا مثل قول ابن صردر (من الوافر) * وما أهجوك أنك أهل هجو * ولكني أجرب فيك ضربي * * وهل عيب على شفرات سيفي * إذا جربتها في لحم كلب * وورد العميد أبو بكر إلى بغداد سنة ينف وعشرين وأربعمائة ومدح القادر بالله وفي سنة خمس وثلاثين اتصل بالملوك السلجوقية ومن شعره (من السريع) * رأيت عمارا وليتني لم أره * حاز لتلك الطلعة المنكرة * * لا أحمد الله على خلقه * فلو أراد الحمد ما صوره * ومنه (من الكامل) * ومقرطق في صحن غرة وجهه * متصرف صرف الجمال وتحته * * عاقرته أسكرته قبلته * جدلته فقحته سرحته * قلت ذكرت بهذين البيتين ما تقدم لي نظمه وأظنهما ألطف من هذين وأوقع في
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»