الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ٢١٠
297 - ابن حسول علي بن الحسن بن حسول أبو القاسم كتب رقعة إلى الصاحب بن عباد يترضاه في شئ وجده عليه مولانا الصاحب الأجل كافي في الكفاة كالبحر يتدفق والعارص يتألق فلا عتب على من لا يرويه سيب غواديه أن يستشرف للرائحات الرواعد من طوله فيشيم بوراقها ويستمطر سحائبها وهذا جانب منها فوقع الصاحب في ظهرها سيدي أبو القاسم أيده الله تعالى قدم حرمة وأتبع غيره وأظهر إنابه فاستحق إقالة فعاد حقه طريا كأنه لم يخلق وظنه قويا كأن لم يخفق 298 - أبو بكر القهستاني علي بن الحسن أبو بكر العميد القهستاني بضم القاف والهاء وسكون السين المهملة وبعدها تاء ثالثة الحروف ثم ألف ونون أديب كبير مشهور في بلاد خراسان اتصل أيام الملك محمود بن سبكتكين بولده محمد بن محمود في أيام أبيه لما قلده الجوزان وكان يميل إلى علوم الأوائل ويدمن النظر في الفلسفة فقدح في دينه ومقت لذلك وكان كريما جوادا ممدحا ولي الولايات الجليلة وله نظم ونثر وكان يغلب المزح عليه حتى في مجلس نظره ويغلب عليه الميل إلى الغلمان وكان لمحمد بن محمود بن سبكتيكين سبعمائة غلام في خيله فعلق العميد أحدهم وأفرط في حبه ولم يبد ذلك فاتفق أن أتى الغلمان من بعض متصيدائهم فلقيهم أبو بكر في صحن الدار فسلموا عليه وقرب منه ذلك الغلام فقرص خده وكان محمد مشرفا عليه فأمر بضرب الغلام ثم أنفذه إلى أبي بكر فقال قد وهبناه لك وصفحنا عن ذنبك فلو لم يساعدك هذا الفاجر على ذلك لما أمكنك فعله ولكن لا تعد إلى مثل هذا فاستحييا العميد أبو بكر وقال هذا أعظم من الضرب والأدب وتأخر في داره حياء فأنفذ محمد إليه واستدعاه وبسطه ثم إنه كان لا يزال يهبه الغلام بعد الغلام وشكا الخدم إلى محمد من بغض الغلمان الدارية بأنه تمكين باقي الغلمان من وطئه ولا يمتنع من غشيانهم له فقال لهم أيفعل هذا طبعا أن يستعجل عليه فقالوا بل يستعجل عليه فتقدم بإنفاذه إلى أبي بكر وقال قولوا له هذا بك أشبه لا بنا فخذه مباركا لك فيه وقال العميد يوما في مجلسه معمى وهو (من البسيط) * مليحة القد والأعطاف قد جعلت * في الحجر طفلا له رأسان في جسد *
(٢١٠)
مفاتيح البحث: علي بن الحسن (2)، خراسان (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»