الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٤
* وأحالها التحريم لما * شبهت بدم الحسين * * خفقت لنا شمسان من * لألائها في الخافقين * * وبدت لنا في كأسها * من لونها في حلتين * * فاعجب هداك الله من * كون اتفاق الضرتين * فاستحسنت ذلك فغضب وقال لي ويلك ما عندك غير الاستحسان فقلت له فما أصنع يا مولانا فقال لي تصنع هكذا ثم قام يرقص ويصفق إلى أن تعب وجلس وهو يقول أصنع وقد ابتليت ببهائم لا يفرقون بين البعر والدر والياقوت والحجر فاعتذرت إليه وسألته أن ينشدني شيئا آخر فقال لي قد صنفت كتاب في التجنيس سميته أنيس الجليس في التجنيس في مدح صلاح الدين لم رأيت استحسان الناس لقول البستي ثم أنشد منه (من مجزوء الكامل) * ليت من طول بالشام * نواه وثوى به * * جعل العود إلى الزوراء * من بعض ثوابه * * أترى يوطئني الدهر * ثرى مسك ترابه * * وأرى أي نور عيني * موطئا لي وترى به * ثم أنشدني لنفسه في وصف ساق (من مجزوء الكامل) * قل لي فدتك النفس قل لي * ماذا تريد إذن بقتلي * * أأدرت خمرا في كئوسك * هذه أم سم صل * وأنشدني غير ذلك ثم سألته عمن تقدم من العلماء فلم يحسن الثناء على أحد منهم فلما ذكرت له المعري نهرني وقال ويلك كم تسئ الأدب بين يدي من ذلك الكلب الأعمى حتى يذكر في مجلس قلت يا مولانا ما أراك ترضى عن أحد ممن تقدم فقال كيف أرضى عنهم وليس لهم ما يرضيني فقلت فما فيهم أحد قط جاء بما يرضيك فقال لا أعلمه إلا أن يكون المتنبي في مديحه خاصة وابن نباتة في خطبه وابن الحريري في مقاماته فهؤلاء لم يقصروا قلت يا مولاي قد عجبت إذ لم تصنف مقامات تدحض بها مقامات الحريري فقال يا بني اعلم أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل عملت مقامات مرتين فلم ترضني فغسلتها وما أعلم أن الله خلقني إلا لأظهر فضل ابن الحريري ثم شطح في الكلام وقال ليس في الوجود خالق إلا واحد في السماء وواحد
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»