* رأيت عبيد الله أفضل سؤددا * وأكرم من فضل بن يحيى بن خالد * * أولئك جادوا والزمان مساعد * وقد جاد ذا والدهر غير مساعد * واعتل مرة فأمر المتوكل الفتح أن يعوده فأتاه وقال أمير المؤمنين يسأل عن علتك فقال عبيد الله * عليل من مكانين * من الأسقام والدين * * وفي هذين لي شغل * وحسبي شغل هذين * فأمر له المتوكل بألف ألف درهم وكان المتوكل قد بقي شهرين بلا وزير لما نكب محمد بن الفضل الجرجرائي وقال مللت عرض المشايخ فاطلبوا خلي حدثا من أولاد الكتاب فاختاروا له ثلاثة إسحاق بن إبراهيم بن العباس الصولي ومحمد بن نجاح بن سلمة وعبيد الله بن خاقان فأما إسحاق فإن أباه استغفر له وحلف له أنه لا يصلح لهذا الأمر وكان اكتب الناس وأذكاهم وأمات ابن سلمة فإن المتوكل لما رآه استثقله وأما عبيد الله فأعجبه خطه وشكله وحلاوته وقال له اكتب فكتب إنا فتحنا لك فتحا مبينا وولاه العرض وبقي سنة تؤرخ الكتب باسم الفتح بن خاقان وباسم وصيف التركي ثن إنه اختص بالمتوكل وطرح ذكر وصيف وورخت الكتب باسميهما ودخل فيما بعد وقد وزر للمعتمد بعد حضوره من الغرب دخل إلى الميدان في داره يوم الجمعة لعشر خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وستين ومايتين ليضرب بالصوالجة فصدمه خادمه رشيق فسقط عن دابته وحمل إلى منزله فما نطق بحرف حتى مات بعد ثلاث ساعات والناس في صلاة الجمعة وقال يحيى بن عبيد الله بن المنجم) يرثي الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان * أبا حسن لا تبعدن فقد مضى * من الأرض ما إن مضيت بهاؤها * * وهى الملك وانحلت عرى الدين بعده * وأظلم من أرض العراق ضياؤها * * لقد فارق الدنيا حميدا وألسن البر * ية مصروف إليه ثناؤها * * يطيب نفسي أنني لست باقيا * ولست أرى نفسا يدوم بقاؤها * * عزاء أمير المؤمنين لنفسك البقا * ء طويلا والنفوس فداؤها * * ولا تحبطن أجر المصيبة إنه * على قدر أحزان النفوس جزاؤها *
(٢٧٦)