الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٩ - الصفحة ٢٧٣
وكان الرشيد له حظ من العلوم الرياضية مجيدا في صناعة الغناء وكان يخلف أباه في الأعمال وحاله مشتقة من حاله ولابن اللبانة فيه أمداح منها موشحة أولها) سطا أو جاد رشيد بني عباد فأنسى الناس رشيد بني العباس 3 (ابن المهدي)) عبيد الله بن محمد بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر المرواني هو ابن المهدي وقد تقدم ذكره في المحمدين في مكانه كان عبيد الله هذا أديبا شاعرا جال بعد قتل أبيه في البلاد ودارت به صروف الدهر إلى أن استجدى بالشعر حتى مدح الوزير ابن عطاف بقصيدة * أقول لآمالي ستبلغ إن بدا * محيا ابن عطاف ونعم المؤمل * * فقالت دعوني كل يوم تعلل * فقلت لها إن لاح يفنى التعلل * فتغافل عنه فكتب إليه * أيها الممكن قدرته * لا يراك الله إلا محسنا * * إنما المرء بما قدمه * فتخير بين ذم وثنا * * لا تكن بالدهر غرا وإذا * كنت فانظر فعله في ملكنا * * مد كفا نحو طالما * أمطرت منه السحاب الهتنا * * أو أراحني بجواب مؤنس * فمطال النفس من شر العنا * فقال صاعقة لم يرسلها القدر إلا علي ثم قال لوكيله ادفع له خمسة عشر درهما فقال يا سيدي ما لهذا العدد رونق إما عشرة وإما عشرون فقال ادفع إليه عشرة فقال له الوكيل ما قلت لك هذا إلا لتطلع همتك ولا يكون كلامي مشؤوما على الرجل فقال يا هذا دع الفضول إنما أنت وكيل لا مشير فقال فارجع إلى الحال الأولى فحرد وحلف أن لا يعطيه شيئا فتحيل الوكيل في خمسين درهما ودفعهما إلى عبيد الله فسمع ذلك ابن عطاف فقال له من أنت في الكلاب حتى خمسين كأنك ابن زبيدة أبو جعفر البرمكي مثلك لا يستخدم وصرفه فقدر الله موت الوزير وتزوج الوكيل زوجته وسكن داره فقال في ذلك عبيد الله شعرا أوله * أيا دار قولي أين ساكنك الذي * أبى لؤمه أن يترك الشكر خالدا *
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»