الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٩ - الصفحة ١٨٧
* ونم إلينا دنها بضيائها * فكان كقلب ضاق عن خطراته * * فأهدى إليها الورد من صبغ خده * وأيدها بالفتك من لحظاته * * وما زال يسقيني ويشرب والمنى * تبشرني عنه بصدق عداته * * إلى أن تهادى بين نحري ونحره * صليب يضوع المسك من نفحاته * * وخوفني منه فخلت صليبه * لشدة ما يخشاه بعض وشاته * ومن شعر الببغا * سلوا الصبابة عني هل خلوت بمن * أهوى مع الشوق إلا والعفاف معي) * (تأبى الدناءة لي نفس نفائسها * تسعى لغير الرضى بالري والشبع * * وهمة ما أظن الحظ يدركها * إلا وقد جاورت في كل ممتنع * * لا صاحبتني نفس إن هممت لمن * أرقى بها غمرات الموت لم تطع * * على جناب العلى حلي ومرتحلي * وفي حمى المجد مصطفاي ومرتبعي * * وما نضوت لباس الذل عن أملي * حتى جعلت دروع اليأس مدرعي * * وكل من لم تؤدبه خلائقه * فإنه بعظاتي غير منتفع * ومنه * يا سادتي هذه روحي تشيعكم * إن كان لا الصبر يسليها ولا الجزع * * قد كنت أطمع في روح الحياة لها * فالآن مذ غبتم لم يبق لي طمع * * لا عذب الله روحي بالبقاء فما * أظنها بعدكم بالعيش تنتفع * 3 (صاحب المغرب)) عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي السلطان أبو محمد القيسي صاحب المغرب ولي الأمر بعد أبيه يوسف وكان كبير السن عاقلا لكنه لم يدار الدولة فخلعوه وخنقوه وكانت ولايته تسعة أشهر وكانت وفاته سنة إحدى وعشرين وست ماية وكان بالأندلس أبو محمد عبد الله ابن الأمير يعقوب بن يوسف الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في مكانه أعني يعقوب بن يوسف فامتنع الأمير أبو محمد عبد الله بن يعقوب بمرسية ورأى أنه أحق بالأمر من عبد الواحد وخرج إلى ما في جهته من بلاد الأندلس واستولى عليها بغير كلفة وتلقب بالعادل ولما خنق عبد الواحد ثارت الفرنج بالأندلس على
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»