الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٩ - الصفحة ١٩١
قال بعضهم كان أبو الحسن القرطبي طرأ على مصر وكان بها إذ ذاك إسماعيل بن حميد المعروف جده بقادوس فمدحه أبو الحسن المذكور بقصيدة جيدة فما أجدت ولا أفادت فقال * يشقى رجال ويشقى آخرون بهم * ويسعد الله أقواما بأقوام * * ولي رزق الله من حسن حيلته * لكن جدود بأرزاق وأقسام * * كالصيد يحرمه الرامي المجيد وقد * يرمي فيرزقه من ليس بالرامي * وهجا ابن قادوس بقصيدة اشتهرت عنه وهي * تسل فللأيام بشر وتعبيس * وأيقن فلا النعمى تدوم ولا البوس * * صديت على قرب وخلقك عسجد * وملت إلى لغو ولفظك تقديس * * يعز على العلياء كونك عاريا * ويلبس من أثوابك الغاب والخيس * * ترحل إذا ما دنس العز ملبس * فغيرك من يرضى به وهو ملبوس * * وما ضاقت الدنيا على ذي عزيمة * ولا غرقت فلك ولا نفقت عيس * * وكم من أخي عزم جفته سعوده * يموت احتراقا وهو في الماء مغموس * * تفل السيوف البيض وهي صوارم * ويرجع صدر الرمح والرمح دعيس * * ولولا أناس زينوا بسعادة * لما ضر تربيع ولا سر تسديس * * ولكن في الأفلاك سر حكومة * تحير بطليموس فيها وإدريس * * أفاضت سعودا بالحجارة دونها * فطاف سبوعا حولها الغلب والشوس * * وصار فلانا كل من كان لم يكن * ودان له بالرق قوم مناحيس * * فحقق ولا يغررك قول ممخرق * فأكبر ما تدعى إليه نواميس) * (أفيقوا بني الأيام من سنة الكرى * وسيروا بسير الدهر فالدهر معكوس * * هي القسمة الضيزى يخول جاهل * وذو العلم في أنشوطة الدهر محبوس * * وإرضاء ذي جهل وإسخاط ذي حجى * تيوس مياسير وأسد مفاليس * * خذ العلم قنطارا بفلس سعادة * عسى العلم أن يفنى فيمتلئ الكيس * * ومذ لقب القرد القصير موفقا * هذى الدهر واستولت عليه الوساويس * * وقالوا سديد الدولة السيد الرضى * فأكثر حجاب وشدد ناموس * * وأعجب من ذا أن يلقب قاضيا * وأكثر ما يحوي من الحكم تدليس *
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»