الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٩ - الصفحة ١٨٥
الأول لقب بذلك لفصاحته وقيل بل للثغة في لسانه وهو كاتب مترسل شاعر من شعراء سيف الدولة من أهل نصيبين بالغ الثعالبي في وصفه في يتيمة الدهر وأثنى عليه وذكر جملة من رسائله وما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابي وتوفي سنة ثمان وتسعين وثلاث ماية ومن شعره * يا سادتي هذه روحي تودعكم * إذ كان لا الصبر يسليها ولا الجزع * * قد كنت أطمع في روح الحياة لها * فالآن إذ بنتم لم يبق لي طمع) * (لا عذب الله روحي بالبقاء فما * أظنها بعدكم بالعيش تنتفع * ومنه * خيالك منك أعرف بالغرام * وأرأف بالمحب المستهام * * فلو يسطيع حين حظرت نومي * علي لزار في غير المنام * ومنه * وكأنما نقشت حوافر خيله * للناظرين أهلة في الجلمد * * وكأن طرف الشمس مطروف وقد * جعل الغبار له مكان الإثمد * ومنه * ومهفهف لما اكتست وجناته * خلع الملاحة طرزت بعذاره * * لما انتصرت على أليم جفائه * بالقلب كان القلب من أنصاره * * كملت محاسن وجهه فكأنما * اقتبس الهلال النور من أنواره * * وإذا ألح القلب في هجرانه * قال الهوى لا بد منه فداره * ومنه في سعيد الدولة ابن سيف الدولة * لا غيث نعماه في الورى خلب البر * ق ولا ورد جوده وشل * * جاد إلى أن لم يبق نائله * مالا ولم يبق للورى أمل * ومنه * يا من رضيت من الخلق الكثير به * أنت البعيد على قرب من الدار *
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»