البيت شر من القول الأول ولكنك خدعته فجازت خديعتك عليه)) 3 (عبد الرحمن الأوسط)) عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الأموي وهو عبد الرحمن الأوسط الأمير أبو المطرف صاحب الأندلس كان عادلا في الرعية بخلاف أبيه جوادا فاضلا له نظر في العلوم العقليلة وهو أول من أقام رسوم الإمرة وامتنع عن التبذل للعامة وهو أول من ضرب الدراهم بالأندلس وبنى سور إشبيلية وأمر بالزيادة في جامع قرطبة وكان يشبه بالوليد بن عبد الملك وكان محبا للعلماء مقربا لهم وكان يقيم الصلوات بنفسه ويصلي إماما بهم في أكثر الأوقات اسم أمه حلاوة وتوفي سنة سبع وثلاثين ومائتين وهو ابن اثنتين وستين سنة ومدته إحدى وثلاثون سنة وخمسة أشهر ومن شعره الطويل * وهل برأ الرحمن من كل ما برا * أقر لعيني من منعمة بكر * * ترى الورد فوق الياسمين بخدها * كما فوف الورد المنور بالزهر * * فلو أنني ملكت قلبي وناظري * نظمتهما منها على الجيد والنحر * ومنه مجزوء الرمل * ما تراه في اصطباح * وعقود القطر تنثر * * ونسيم الروض يختا * ل على مسك وعنبر * * كلما حاول سبقا * فهو بالريحان يعثر * * لا تكن شبها له واس * بق فما في البطء تعذر * وقيل أنه ولد لسبعة أشهر وجهز إلى البلاد في طلب الكتب وهو أول من أدخل كتب الأوائل إلى الأندلس وعرف أهلها بها وكان حسن الصورة ذا هيئة وكان يكثر تلاوة القرآن ويحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقال لأيامه أيام العروس وافتتح دولته بهدم فندق الخمر وإظهار البر وتملا الناس بأيامه وطال عمره وكان حسن التدبير في تحصيل الأموال وعمارة البلاد بالعدل حتى انتهى ارتفاع بلاده في كل سنة ألف ألف دينار واتفق أن بعض علماء سرق له بدرة وهو يلمحه فلما عدت البدر نقصت فأكثروا التنازع في من أخذها فقال
(٨٤)