* وبركة تزهى بنيلوفر * نسيمه يشبه ريح الحبيب * * حتى إذا الليل دنا وقته * ومالت الشمس لحين الغروب * * أطبق جفنيه على إلفه * وغاص في الماء حذار الرقيب * وأنشد المعتمد يوما قول أبي الطيب الطويل) * إذا ظفرت منك العيون بنظرة * أثاب بها معيي المطي ورازمه * فجعل يردده استحسانا له فقال عبد الجليل بديها الطويل * لئن جاد شعر ابن الحسين فإنما * تجيد العطايا واللهى تفتح اللها * * تنبأ عجبا بالقريض ولو درى * بأنك تروي شعره لتألها * فأمر له بمائتي دينار وأرسلت البزاة يوما بين يديه واستحث الشعراء في وصفها فقال عبد الجليل الكامل * للصيد قبلك سنة مأثورة * لكنها بك أعجب الأشياء * * تمضي البزاة وكلما أمضيتها * عارضتها بخواطر الشعراء * وجلس المعتمد يوما وبين يديه جارية تسقيه فخطف البرق فارتاعت فقال السريع * روعها البرق وفي كفها * برق من القهوة لماع * * عجبت منها وهي شمس الضحى * كيف من الأنوار ترتاع * ثم أنشد الأول لعبد الجليل واستجازه فقال السريع * ولن ترى أعجب من آنس * من مثل ما يمسك يرتاع * ومن شعر عبد الجليل الوافر * غزال يستطاب الموت فيه * ويعذب في محاسنه العذاب * * يقبله اللثام هوى وشوقا * ويجني ورد خديه النقاب * ومنه الطويل * سقى فسقى الله الزمان من أجله * بكأسين من لميائه وعقاره * * وحيا فحيا الله دهرا أتى به * بأطيب من ريحانه وعراره * ولما ركب المعتمد البحر قال ابن وهبون البسيط * أحاط جودك بالدنيا فليس له * إلا المحيط مثال حين يعتبر *
(٣٤)