* وقد سكنت حركات الأسى * قيان تحرك أوتارها * * فهذي تعانق لي عودها * وتلك تقبل مزمارها * * وراقصة لقطت رجلها * حساب يد نقرت طارها * * وقضب من الشمع مصفرة * تريك من النار نوارها * * كأن لها عمدا صففت * وقد وزن العدل أقطارها * * تقل الدياجي على هامها * وتهتك بالنور أستارها * * كأنا نسلط آجالها * عليها فتمحق أعمارها * * ذكرت صقلية والأسى * يهيج للنفس تذكارها * * ومنزلة للصبا قد خلت * وكان بنو الظرف عمارها * * فإن كنت أخرجت من جنة * فإني أحدث أخبارها * * ولولا ملوحة ماء البكاء * حسبت دموعي أنهارها) * (ضحكت ابن عشرين من صبوة * بكيت ابن ستين أوزارها * * فلا تعظمن عليك الذنوب * إذا كان ربك غفارها * قلت كذا فليكن الشعر عذوبة وانسجاما وتمكن قواف وحسن تشبيه ولطف استعارة وغوصا على المعاني 3 (أبو محمد البغداذي)) عبد الجبار بن عبد الخالق بن محمد بن أبي نصر بن عبد الباقي بن عكبر الإمام الواعظ العلامة جلال الدين أبو محمد البغداذي أحد المشاهير ولد في حدود العشرين وست مائة وتوفي سنة إحدى وثمانين وست مائة سمع من ابن اللتي ونصر بن عبد الرزاق وحدث أخذ عنه ابن الفوطي وأبو العلاء ابن الفرضي ودفن في داره وولي تدريس المستنصرية وكان وحيد دهره في الوعظ والتفسير وله مصنفات منها مشكاة البيان في تفسير القرآن ومراتع المرتعين في مرابع الأربعين من أخبار سيد المرسلين وإيقاظ الوعاظ ولم يخلف مثله 3 (أبو طالب النسائي)) عبد الجبار بن عاصم النسائي حدث ببغداذ قال الدارقطني ثقة وتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين
(٢٩)