الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٢٨٠
ظريفا فلقب البغدادي قال ابن رشيق في الأنموذج وطريق عبد الله في الشعر خارجة عن طرقات أهل العصر تعاليا وتغاليا كأنه جاهلي المرمى ملوكي المنتمى يخاله السامع فحلا يهدر أو أسدا يزأر وله أمثال واستعارات على حدة من الكلام وفي جهة من البلاغة وكانت له من عبد الله بن حسن مكانة ثم تغير عليه فداجاه إلى أن تخلص منه إلى جزيرة صقلية بحيلة كانت منه ثم ورد الحضرة ثم انتقل إلى طرابلس ثم خرج منها إلى مصر سنة أربعمائة وكانت له بمصر وقعات فخرج منها مترقبا ثم مات بالحضرة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وقد بلغ قريبا من الستين وقال لما سار إلى مصر وكتب بها إلى أبيه من الخفيف * ليت شعري هل ساءك البعد لما * قلت مثلي من حرقة ليت شعري * * وبرغم المراد أزعجني المق * دار قسرا وكان للقسر قصري * * قل لمن جاء زائري عند أهلي * سار عنهم وصار من أهل مصر) * (غير أني سلوت عن لذة الرا * ح على طيب مخبري عند سكري * * أيها الدهر قد تبينت صبري * فاصطنعني حتى ترى كيف شكري * ومن شعره من الكامل * ما كل من عرف التغزل باسمه * يجد الذي أدنى إلي خلوبا * * أعطيت فضل زمام قلبي أحمر ال * خدين مكحول الجفون ربيبا * * ويطيب لي حل الغدائر عابثا * بيدي وحكي بينهن الطيبا * * وإذا العيون أردن قتل متيم * كسبنه بجفونهن ذنوبا * * ولكم جريت مع الزمان كما جرى * ومشيت في حلق الكبول دبيبا * * ورأيت ماء المزن بين شبا القنا * والبيض في قعب الوليد حليبا * * وإذا أرابني الزمان بصرفه * أخرجت من أخلاقه التأديبا * * والسيف أجمل ما تراه مضرجا * والمرء أخيب ما يكون هيوبا * * والليل صاحب كل ليث باسل * ولقد أكون له وكنت صحوبا * منها يذكر المريخ من الكامل * وكأنه سيف الزمان مجردا * للنائبات فلا يزال خضيبا * * وكأنني لتلاعب الأيام بي * رجل لبست ثيابها مقلوبا *
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»