* غلطت فما بكى أسفا لبعدي * ولكن ثغر ناظره تبسم * ومن شعر العطار من السريع * مهفهف القامة ممشوقها * مستملح الخطرة معشوقها * * في طرفه من سقم أجفانه * دعوى وفي جسمي تحقيقها * ومنه من الكامل * وكأنما المريخ يتلو المشتري * بين الثريا والهلال المعتم * * ملك وقد بسطت له يد معدم * فرمى بدينار إليه ودرهم * ومنه من البسيط * لله وجنته يا ما أميلحها * كم بت مشتملا منها على حرق * * أودعت صبري عند الشوق مختبرا * ما تحتها وخبأت النوم في الأرق * * حتى إذا زال صبح الثوب عنه بدا * ليل تزين في أعلاه بالشفق) * (كدوحة الورد رواها الحيا فبدا * نوارها وتوارى الشوك بالورق * ومنه من الكامل * يا رب كأس مدامة باكرتها * والصبح يرشح من جبين المشرق * * والليل يعثر بالكواكب كلما * طردته رايات الصباح المشرق * ابن قاضي ميلة عبد الله بن محمد بن قاضي ميلة بكسر الميم وسكون الياء آخر الحروف بليدة من إفريقية قال ابن رشيق في الأنموذج شاعر لسن مقتدر يؤثر الاستعارة ويكثر الزجر والعيافة ويسلك طريق ابن أبي ربيعة وأصحابه في نظم الأقوال والحكايات وله في الشعر قدم سابقة ومجال متسع وربما بلغ الإغراق والتعمق إلى فوق الواجب هو لهج بذلك مطالب له صحب أباه إلى جزيرة صقيلة وكان مفخما حاذقا فعرف ثقة الدولة بسببه واتصل لاتصاله به فأوطن البلد وصنع فيه قصيدته الفائية وما أعلم لأحد في وزنها ورويها مثلها فأجزل صلته وقرب منزلته وألحقه في أحد دواوين الخاصة وأول هذه القصيدة من الطويل
(٢٧٦)