الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٣١
تقي الدين الصالحي الحنبلي أخو الشيخ محمد بن تمام المقدم ذكره في المحمدين ولد سنة خمس وثلاثين وتوفي سنة ثمان عشرة وسبعمائة سمع من يحيى بن قميرة والمرسي والبلداني وقرأ النحو على ابن مالك وعلى والده بدر الدين وكان دينا خيرا نزها محببا إلى الفضلاء مليح المحاضرة حسن العشرة حسن النظم حسن البزة مع الزهد والقناعة وكان بينه وبين العلامة شهاب الدين محمود أنس عظيم واتحاد كبير أخبرني حفيده القاضي شرف الدين أبو بكر ابن شمس الدين محمد بن محمود قال كان) جدي قد أذن لغلامه الذي معه نفقته أنه مهما طلب منه الشيخ تقي الدين من الدراهم يعطيه بغير إذنه وما كان يأخذ منه إلا ما هو مضرور إليه أنشدني إجازة لنفسه القاضي شهاب الدين محمود ما كتبه من الديار المصرية إلى الشيخ تقي الدين ابن تمام من البسيط * هل عند من عندهم برئي وأسقامي * علم بأن نواهم أصل آلامي * * وأن جفني وقلبي بعد بعدهم * ذا دائم وجده فيهم وذا دام * * بانوا فبان رقادي يوم بينهم * فلست أطمع من طيف بإلمام * * كتمت شأن الهوى يوم النوى فنمى * بسره من دموعي أي نمام * * كانت ليالي بيضا في دنوهم * فلا تسل بعدهم ما حال أيامي * * ضنيت وجدا بهم الناس تحسب بي * سقما فأبهم حالي عند لوامي * * وليس أصل ضني جسمي النحيل سوى * فرط اشتياقي إلى لقيا ابن تمام * * مولى متى أخل من برء برؤيته * خلوت فردا بأشجاني وأسقامي * * نأى ورؤيته عندي أحب إلى * قلبي من الماء عند الحائم الظامي * * وصد عني فلم يسأل لجفوته * عن هائم دمعه من بعده هام * * يا ليت شعري ألم يبلغه أن له * أخا بمصر حليف الضعف مذ عام * * ما كان ظني هذا في مودته * ولا الحديث كذا في ساكني الشام * فأجابه الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى عن ذلك من البسيط * يا ساكني مصر فيكم ساكن الشام * يكابد الشوق من عام إلى عام * * الله في رمق أودى السقام به * كم ذا يعلل فيكم نضو أسقام * * ما ظنكم ببعيد الدار منفرد * حليف هم وأحزان وآلام * * يا نازحين متى تدنو النوى بكم * حالت لبعدكم حالي وأيامي * *
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»