العجلي ثقة وعن أبي عبيد قال أحسنهم وضعا لكتاب أبو بكر وقال الخطيب كان متقنا حافظا صنف المسند والأحكام والتفسير وتوفي سنة خمس وثلاثين ومائتين القاضي الخلنجي عبد الله بن محمد بن أبي يزيد الخلنجي قاضي الكرخ وولي قضاء دمشق وكان جهميا من أصحاب ابن أبي دؤاد وهو ابن أخت علوية المغني توفي في حدود الستين ومائتين وكان الخلنجي قد تقلد قضاء الشرقية في أيام الأمين وكان يجلس إلى أسطوانة من أساطين المسجد فيستند إليها بجميع جسده وإذا جاءه الخصمان ترك الاستناد إليها فإذا فصل القضية عاد إلى الأسطوانة فعمد بعض المجان إلى رقعة من الرقاع التي يكتب فيها الدعاء فألصقها في موضع دنيته وطلاها بدبق قجاء الخلنجي وجلس فالتصقت دنيته بالدبق وتمكن منها فلما تقدم إليه الخصوم أقبل إليهم بجميع جسده فانكشف رأسه وبقيت موضعها مصلوبة فقام مغضبا وعلم أنها حيلة عليه فغطى رأسه بطليسانه وانصرف وتركها مصلوبة مكانها وقال بعض الشعراء فيه من المنسرح) * إن الخنجلي من تتايهه * أثقل باد لنا بطلعته * * ما تيه ذي نخوة مناسبة * بين أخاوينه وقصعته * * يصالح الخصم من يخاصمه * خوفا من الجور في قضيته * * لو لم تدبقه كف قابضه * لصار تيها على رعيته * واشتهرت القصة والأبيات ببغداد وعمل علوية ابن أخته حكاية أعطاها للزفافين والمخنثين فأحرجوه فيها فاستعفى الخلنجي من القضاء ببغداد وتولى بعض الكور البعيدة فولي دمشق أو حمص فلما ولي المأمون غناه علوية يوما شعر الخلنجي وهو من الطويل * برئت من الإسلام إن كان ذا الذي * أتاك به الواشون عني كما قالوا * * ولكنهم لما رأوك غرية * بهجري تواصوا بالنميمة واحتالوا * * فقد صرت أذنا للوشاة سميعة * ينالون من عرضي ولو شئت ما نالو * فقال المأمون من يقول هذا قال قاضي دمشق فأشخص وجلس المأمون وأحضر علوية ودعي بالخلنجي فقال له أنشدني قولك برئت من الإسلام فقال يا أمير المؤمنين هذه أبيات قلتها منذ أربعين سنة وأنا صبي والذي أكرمك بالخلافة ما قلت شعرا
(٢٣٨)