الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٢٤١
الشعر فوضع كتاب البديع وقال إن البديع اسم لفنون الشعر يذكرها فوضع كتاب البديع وقال إن البديع اسم لفنون الشعر يذكرها الشعراء ونقاد المتأخرين بينهم فأما العلماء باللغة والشعراء القديم الجاهلي والمخضرمي والعربي فلا يعرفون هذا الاسم ولا يدرون ما هو قال وما جمع فنون البديع غير ولا سبقني إليه أحد وهو أشعر بني هاشم على الإطلاق وأشعر الناس في الأوصاف والتشبيه ليس لأحد مثل تشبيهاته وكان يقول إذا قلت كأن ولم أت بعدها بالتشبيه ففض الله فأي وكان يحب غلامه نشوان وجاريته شرة ولما مات قام ابن بسام يرثيه من البسيط * لله درك من ميت بمضيعة * ناهيك في العلم والآداب والحسب * * ما فيه لو ولا ليت فتنقصه * وإنما أدركته حرفة الأدب * وقال فيه بعض الأدباء من البسيط * لا يبعد الله عبد الله من ملك * سام إلى المجد والعلياء مذ خلقا * * قد كان زين بني العباس كلهم * بل كان زين بني الدنيا حجى وتقى * * أشعاره زيفت بالشعر أجمعه * وكل شعر سواها بهرج ولقى * من كلام ابن المعتز بالله في الآداب والمواعظ والحكم الأدب صورة العقل فحسن أدبك كيف شئت إعادة الاعتذار تذكير بالذنب في العواقب شاف أو مريح إذا كثر الناعي إليك قام الناعي بك العقل غريزة تربيها التجارب العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم النصح بين الملأ تقريع إذا تم العقل نقص الكلام الأمل رفيق مؤنس إن لم يبلغك فقد استمعت به لا يقوم عز الغضب بذل الاعتذار نفاق المرء من ذله وعقوبة الحاسد من نفسه من أحب البقاء فليعد للمصائب قلبا صبورا علامة الكذاب جوده باليمن لغير مستحلف من ذاد أدبه على عقله كان) كالراعي الضعيف مع نعم كثيرة إفرح بما لم تنطق به من الخطأ مثل فرحك بما لم تسكت عنه من الصواب إذا علمت فلا تفكر في كثرة من دونك من الجهال ولكن اذكر من فوقك من العلماء المرض سجن البدن والهم سجن الروح الدار الضيقة العمى الأصغر إذا هرب الزاهد من الناس فاطلبه إذا طلب الناس فاهرب منه البشر دال على السخاء كما يدل النور على الثمر من تملقك فقد استغمر فطنتك الشيب أول مواعيد الفناء لا تشن وجه العفو بالتقريع إنما أهل الدنيا كصور في صفيحة كلما نشر بعضها طوي بعضها العاقل لا يدعه ما ستر الله من عيوبه يفرح ما يظهر من محاسنه أن تذم بالعطاء خير من أن تذم بالمنع العجز نائم والحزم يقظان من تجرى لك تجرى عليك ما عفى عن الذنب من قرع به الحسد والنفاق والكذب أثافي الذل أمر المكاره ما لم يحتسب عبد الشهوة أذل من عبد الرق لا تستبطئ
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»