على المسير في يومه ثم بعد شدائد أذن له في المبيت ثم وافت الخريطة الثانية في يومه بموته قيل إن الخادم سمه في كامخ ثم إن المأمون استخلف ولده طلحة على خراسان قيل إنه خليفة بها لأخيه عبد الله بن طاهر وكانت وفاة طاهر بن الحسين سنة سبع ومائتين بمرو ومولده سنة تسع وخمسين ومائة وكان أفراد العالم وقع يوما بصلات بلغت ألف ألف وسبعمائة درهم وقيل لطاهر ببغداد لما بلغ ما بلغ ليهنك ما أدركته من هذه المنزلة التي لم يدركها أحد من نظرائك بخراسان فقال) ليس يهنأني ذلك لأني لا أرى عجائز بوشتج يتطلعن من أعالي سطوحهن إذا مررت بهن وإنما قال ذلك لأنه ولد بها ونشأ فيها وكان جده مصعب واليا عليها وكان شجاعا دينا وركب يوما ببغداد في حراقته فاعترضه مقدس بن صيفي الخلوقي الشاعر وقد أدنيت من الشط ليخرج فقال أيها الأمير إن رأيت أن تسمع مني أبياتا قال هات فأنشده * عجبت لحراقة ابن الحسين * لا غرقت كيف لا تغرق * * وبحران من فوقها واحد * وآخر من تحتها مطبق * * وأعجب من ذاك أعوادها * وقد مسها كيف لا تورق * فقال أعطوه ثلاثة آلاف دينار وقال له زد حتى نزيدك فقال حسبي وأورد قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان بعد هذه الأبيات قول يعض الشعراء وهو ابن حمديس الصقلي في بعض الرؤساء وقد ركب البحر * ولما امتطى البحر ابتهلت تضرعا * إلى الله يا مجري الرياح بلطفه * * جعلت الندى من كفه مثل موجه * فسلمه واجعل موجه مثل كفه * وقيل إن طاهرا كتب إلى المأمون كتابا لما ورد أمره عليه بتسليم العراق إلى علي بن آبي سعيد أن يصير إلى الشام قال في آخره * غضبت على الدنيا فجفت ضروعها * وما الناس إلا بين راج وخائف * * فقلت أمير المؤمنين وإنما * بقيت فتاء بعده للخلائف * * وقد بقيت في أم رأسي فضلة * فأما لحزم أو لرأي مخالف * فدفع الكتاب إلى الفضل بن سهل فوقع فيه بحضرته يا نصف إنسان والله لئن
(٢٢٩)