الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٦ - الصفحة ١٣٧
* أرى الدهر يمنع من جانبه * ويهدي الحظوظ إلى عاتبه * * ومن عجب الهر أن الأمي * ر أصبح أكتب من كاتبه * وكان صاعد ينفرد فيصلي ويبكي وغلمانه يظنون أنه مشغول بعمله وكان لا يركب كل يوم ولا يبتدئ بعمل حتى يبدأ بإخراج صدقاته على أوفر ما يقدر عليه وقبض الموفق عليه وكان الذي قبض عليه عنده من ضياعه وضياع ولده غلة ألف ألف دينار ومن سائر الكراع خمسة آلاف رأس ومن الفرش والآلات والجوهر ما قيمته مائتا ألف دينار وما واقفه الموفق على شيء ولا طالبه إلا أحسن مطالبته ولا آذاه ولا أخذ له من الغلمان من الخدم الروم والسودان ومن فحولة الروم والأتراك ثلاثة آلاف مملوك وما زال في حبسه مكرما يدخل إليه من يريد وترك من ضياعه ما يغل عشرين ألف دينار وتوفي صاعد سنة ست وسبعين ومائتين بوجع عرض له في قلبه 3 (القشاعمي الشاعر)) صاعد القشاعمي والقشاعم قلعة على الفرات عند الخابور من شعره * من يا تميم يرد قل * با من فتاة من تميم * * فتنته يوم تعرضت * ما بن زمزم والحطيم * * غراء يجلو ضوء غر * تها دجى الليل البهيم * * ألحاظها سقم البري * ء وريقها برء السقيم * 3 (أبو منصور الطبيب)) صاعد بن بشر بن عبدوس أبو منصور كان في أول أمره فاصدا في البيمارستان ببغداد ثم إنه اشتغل بعد ذلك بصناعة الطب وتميز وصار من الأكابر قال ابن أبو أصيبعة نقلت من خط المختار نب الحسن بن بطلان في مقالته في علة نقل الأطباء المهرة تدبير أكثر الأمراض التي كانت تعالج قديما بالأدوية الحارة إلى التدبير المبرد كالفالج واللقوة والاسترخاء وغيرها ومخالفتهم في ذلك لمسطور القدماء قال إن أول من فطن لذلك ونبه على هذه الطريق ببغداد وأخذ المرضى في المداواة بها وأطرح ما سواها الشيخ أبو منصور صاعد بن بشر الطبيب) فإنه أخذ المرضى بالفصد والتبريد والترطيب ومنع المرضى من الغذاء فأنجح تدبيره وتقدم في الزمان بعد أن كان فاصدا في البيمارستان وانتهت الرياسة إليه فعول الملوك في تدبيرهم عليه فرفع عن البيمارستان المعاجين الحارة والأدوية الحادة ونقل تدبير المرضى إلى ماء الشعير ومياه البزور فأظهر في المداواة عجائب
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»