مقالات أهل الملل والنحل وكتاب أخبار الأمم من العرب والعجم كتاب حركات النجوم 3 (القاضي أبو العلاء الأستوائي)) صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله القاضي أبو العلاء الأستوائي النيسابوري ألقيه الحنفي روى عنه الخطيب وغيره وتوفي سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة 3 (الوزير)) صاعد بن مخلد أبو العلاء الكاتب النصراني أسلم وكتب للموفق محمد ابن جعفر المتوكل وولي الوزارة لأخيه محمد المعتمد وما زال كثير الصدقة وله حظ من النبل وكان صفرا من الأدب وسمي ذا الوزارتين وكانوا عزموا على تسميته ذا التدبيرين فقال لهم أبو عبد الله لا تسموه بشيء ينفرد به عنكم ولكن سموه ذا الوزارتين ذا الكفايتين ليكون مضافا إليكم وكان من أحسن من أسلم دينا وهو الذي جاء إلى بابه أبو العيناء فقالوا له الوزير يصلي فقال لكل جديد لذة وليس كذا بمرة قيل إن الكتاب بسر من رأى اجتمعوا مرة وكتبوا كتابا إلى من يوصله إلى الموفق ببغداد ويضمنون له فيه صاعدا بمال عظيم خطير وانفذوا الكتاب إلى صاحبهم على طائر وكان صاعد قد أحس من الناصر بتغيير واستطالة لإضاقته وما كان يملك إلا مائتي ألف درهم فعزم على حملها إلى الموفق ثم قال أين تقع هذه منه والله لأتصدقن منها بمائة ألف درهم ولأستكفين الله بما أخاف ففعل وركب من داره يريد الموفق في داره فسقط الطائر في زورقه فأخذ فوجدت الرقعة فيه فقرأها صاعد ووقف على السعاية وعلم أن الله عز وجل فعل به ذلك لأجل صدقته وادخل الطائر والرقعة إلى الموفق وعرفه خبر المائتي ألف درهم وما كان عزم عليه فعظم في عين الموفق أمره وعلت حاله وقال والله ما فعل الله بك هذا إلا لخير خصك به وشكر لك وقال الصولي لا أعلم أحدا مدح رجلا بأنه لا يحضر الحرب وينفذ كيده فيها نفوذ الأقدار بأحسن مما قاله ابن الرومي لصاعد * يظل عن الحرب العوان بمعزل * وآثاره فيها وإن غاب شهد * * كما احتجب المقدار والحكم حكمه * على الناس طرا ليس عنه معرد *) وقرأ صاعد يوما على الموفق كتابا فجعل لا يفهمه فنظر فيه الموفق وجعل يفهم صاعدا ما ليس يفهمه فبلغ ذلك عيسى بن الناشئ المدائني فقال
(١٣٦)