الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٤ - الصفحة ١٦٥
وعهما فتح إصطخر وحكى عنهما ووفد على هشام وشهد وفاته بالرصافة وعده محمد بن سلام في الطبقة السابعة من شعراء الإسلام وطال عمره وحدث وأوصت له امرأة من بني نمير بثلثها لقوله من الوافر * لعمرك ما رماح بني نمير * بطائشة الصدور ولا قصار * ودخل زياد على عبد الله بن جعفر يسأله في خمس ديات فأعطاه ثم عاد فسأله في خمس ديات أخر فأعطاه ثم عاد فسأله في عشر ديات فأعطاه فقال من الوافر * سألناه الجزيل فما تلكأ * وأعطى فوق منيتنا وزادا * * وأحسن ثم أحسن ثم عدنا * فأحسن ثم عدت له فعادا * * مرارا ما أعود إليه إلا * تبسم ضاحكا وثنى الوسادا * وكان المغيرة بن المهلب أبرع ولده وأوفاهم وأعفهم وأسخاهم فلما مات رثاه زياد الأعجم بقصيدته من الكامل * مات المغيرة بعد طول تعرض * للموت بين أسنة وصفائح * ومنها * إن السماحة والمروءة ضمنا * قبرا بمرو على الطريق الواضح * * فإذا مررت بقبره فاعقر به * كوم الهجان وكل طرف سابح * * وانضح جوانب قبره بدمائها * فلقد يكون أخا دم وذبائح * قال محمد بن عباد المهلبي قال لي المأمون أي قصيدة أرثى قلت أمير المؤمنين أعلم قال لي القصيدة التي قالها زياد الأعجم في المغيرة بن المهلب ثم قال اتحفظها قلت نعم قال فخذها علي فأنشدنيها حتى أتى على آخرها وترك منها بيتا قلت يا أمير المؤمنين تركت منها بيتا قال وما هو قلت * هلا ليالي فوقه بزاته * يغشى الأسنة فوق نهد قارح *) قال هاه ها يتهدد المنية ألا أتته ذلك الوقت هذا أجود بيت فيها ثم استعاده حتى حفظه وكان يلبس قباء ديباج بالعجمي فأنكر ذلك عليه المغيرة بن المهلب ومزق عليه ثيابه فقال زياد من الطويل * لعمرك ما الديباج مزقت وحده * ولكنما مزقت جلد المهلب * ومن شعره من الطويل * وكائن ترى من صامت لك معجب * زيادته أو نقصه في التكلم * * لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * ولم يبق إلا صورة اللحم والدم *
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165