الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٤ - الصفحة ١٥٨
لا يشق فيها غبارهم ولا تلحق إلا آثارهم وأما مثل قول ابن المعلم الواسطي من الكامل * رحلوا بأفئدة الرجال وغادروا * بصدورها فكرا هي الأشجان * * واستقبلوا الوادي فأطرقت المهى * وتحيرت بغصونها الكثبان * * فكأنما اعترفت لهم بقدودها * الأغصان أو بعيونها الغزلان * وقول ابن التعاويذي من البسيط) * إن قلت جرت على ضعفي يقول متى * كان المحب من المحبوب منتصفا * * أو قلت أتلفت روحي قال لا عجب * من ذاق طعم الهوى يوما فما تلفا * * قد قلتم الغصن ميال ومنعطف * فكيف مال على ضعفي وما عطفا * فطراز لا يلم له أهل بلادكم فقلت المحاسن أعزك الله مقسمة وفي المغاربة من تنفث من أشعاره أسحار الكلام وتنم عليها أسرار الغرام مثل الوزير أبي الوليد ابن زيدون في قصيدته التي منها من البسيط * بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا * شوقا إليكم ولا جفت مآقينا * وسرد ابن سعيد القصيدة قال ثم أمسكت فقال ما أنشأت أندلسكم مثل هذا الرجل في الطريقة الغرامية وأظنه كان صادق العشق قلت نعم كان يعشق أعلى منه قدرا وأرق حاشية وألطف طرفا وهي ولادة بنت المستكفي المرواني علقها بقرطبة حضرة الملك ثم إن ابن سعيد قص عليه ذكر جماعة من المغرب وذكر انفصاله من ذلك المجلس ثم قال ووصلت إلى ميعاده فوجدته بخزانة كتبه فكانت أول خزانة ملوكية رأيتها لأنها تحتوي على خمسة آلاف سفر ونيف وذكر أنه أمره بحفظ أشعار التلعفري والحاجري وأنه قال له يوما أجز فقلت يا بان وادي الأجرع سقيت سحب الأدمع فقال له قاربت ولكن طريقتنا أن تقول
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»