الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٤ - الصفحة ١٢٣
يؤدون إليه الخراج فلا يدخل إلى بيته شيئا من ذلك ويتصدق به كله ولما قتل عمر محا نفسه من الديوان وكذلك ابنه محا نفسه لما قتل عثمان وخرج يطلب بدم عثمان مع عائشة ثم ندم على خروجه لما ذكره علي أن النبي صلى الله عليه) وسلم أخبره أنه يقاتل عليا وهو ظالم له فحلف أن لا يقاتله وانصرف راجعا إلى المدينة فأدركه ابن جرموز التميمي مع جماعة بوادي السباع على سبعة فراسخ من البصرة فقتله نائما وأخذ رأسه وسيفه وأتى بهما عليا فأخذ علي السيف وقال سيف والله طالما جلى به عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرب ولما استأذن ابن جرموز على علي قال ائذنوا له وبشروه بالنار وقال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قاتل الزبير في النار فقيقال إن ابن جرموز وضع السيف في بطنه فخرج من ظهره ولما قال علي للآذن على ابن جرموز بقتل الزبير بشره بالنار قال ابن جرموز من المتقارب * أتيت عليا برأس الزبي * ر أرجو لديه به الزلفه * * فبشر بالنار إذا جئته * فبئس البشارة والتحفة * * وسيان عندي قتل الزبير * وضرطة عير بذي الجحفة * وقال حسان يمدح الزبير من الطويل * أقام على عهد النبي وهديه * حواريه والقول بالفعل يعدل * * أقام على منهاجه وطريقه * يوالي ولي الحق والحق أعدل * * هو الفارس المشهور والبطل الذي * يصول إذا ما كان يوم محجل * * وإن امرءا كانت صفية أمه * ومن أسد في بيته لمرفل * * له من رسول الله قربى قريبة * ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل * * فكم كربة ذب الزبير بسيفه * عن المصطفى والله يعطي ويجزل * * إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها * بأبيض سباق إلى الموت يرقل * * فما مثله فيهم ولا كان قبله * وليس يكون الدهر ما دام يذبل * وترك الزبير عليه من الدين ألفي ألف ومائتي ألف درهم وكانت له أربع زوجات فورثت كل واحدة ألف ألف وماءتي ألف وذلك ربع الثمن وكان جميع ماله خمسين ألف ألف ومائتي ألف وكان يضرب في المغنم بأربعة أسهم سهم له وسهمين لفرسه وسهم لذي القربى أي لأمه وكان له بمصر والإسكندرية والكوفة والبصرة خطط ودور وما ولي إمارة قط ولا جباية ولا خراجا ويقال إن الذي تركه دينا عليه لم يكن دينا وإنما كان) ذلك مواعيد يعدها للناس
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»