الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٨٦
* وتقول بوزع قد دببت على العصا * هلا هزئت بغيرنا يا بوزع * فقال له أعد هذا البيت فأعدته فقال بوزع أيش هو فقلت اسم امرأة فقال هو بريء من الله ورسوله نفي من العباس إن كانت بوزع إلا غولا من الغيلان تركتني يا هذا والله لا أنام الليلة من فزع بوزع يا غلمان فقاه قال فصفعت حتى لم أدر أين أنا ثم قال جروا برجله فجروا برجلي حتى أخرجت من بين يديه محسوبا فتخرق السواد وانكسر جفن السيف فلما انصرفت أتاني مطيع يتوجع لي فقلت له ألم أخبرك أني لا أصيب من هؤلاء خيرا وأن حظي قد مضى مع بني أمية وكان انقطاع حماد إلى يزيد بن عبد الملك وكان هشام يجفوه فلما ولي الأمر اختفى حماد وبقي سنة في بيته لا يخرج ثم إن هشاما استقدمه من الكوفة إلى دمشق في اثنتي عشرة ليلة ودفع إليه متولي الكوفة خمس مائة دينار وجملا مرحولا فلما دخل عليه فإذا جاريتان لم ير مثلما وفي أذن كل واحدة لؤلؤتان في حلقتين يوقدان فقال له بيت خطر لي لم أدر لمن هو وهو من الخفيف * فدعوا بالصبوح يوما بجاءت * قينة في يمينها إبريق * فقلت هذا يقوله عدي بن زيد في قصيدة فقال أنشدنيها فأنشدته بكر العاذلون في وضح الصبح يقولون لي ألا تستفيق * ويلومون فيك يا ابنة عبد الله * والقلب عندكم موثوق * * لست أدري إذ أكثروا العذل عندي * أعدو يلومني أم صديق * * زانها حسنها وفرع عميم وأثيت * صلت الجبين أنيق * * وثنايا مفلجات عذاب * لا قصار تزري ولا هن روق * * فدعت بالصبوح يوما فجاءت * قينة في يمينها إبريق * * قدمته على عقار كعين الديك * صفى سلافها الراووق * * ثم كان المواج ماء سحاب * غير ما آجن ولا مطروق * فطرب هشام وقال يا جارية اسقيه فسقته فذهب ثلث عقله ثم قال أعد فأعاد فطرب فقال يا جارية اسقيه فسقته فذهب ثلثا عقله ثم قال له أعد فأعاد فقال سل حوائجك فقال إحدى الجارتين فقال هما جميعا لك بما لهما وما عليهما ثم قال للأولى اسقيه فسقته) فسقط معها ولم يعقل فلما أصبح إذا هو بالجارتين عند رأسه وعشرة من الخدم مع كل واحدة بدرة فأخذ الجميع وانصرف هكذا أورد صاحب الأغاني هذه الحكاية وفي
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»