أصله من أصبهان روى عن أنس وابن المسيب ويزيد بن وهب وأبي وائل والشعبي وطبقتهم وكان سخيا جوادا يفطر كل ليلة في رمكان خمس مائة نفس ويعطيهم ليلة العيد مائة مائة وقيل خمسين نفسا قال النسائي ثقة إلا أنه مرجىء خرج له مسلم مقرونا برجل آخر وأهل السنن الأربعة وقال ابن عدي يقع في حديثه الإفراد والغرائب وهو متماسك في الحديث لا بأس به وتوفي في قول سنة تسع عشرة ومائة 3 (الرواية)) حماد بن أبي ليلى ميسرة أبو سابور أبو القاسم الكوفي المعروف بالرواية ولاؤه لبكر بن وائل كان اخباريا علامة خبيرا بأيام العرب ووقائعها وشعرها وكانت بنو أمية تقدمه وتؤثره وتحب مجالسته قيل أن الوليد قال له كم مقدار ما تحفظ من الشعر قال أنشدك على كل حرف مائة قصيدة طويلة سوى المقطعات من شعر الجاهلية دون الإسلام فامتحنه فأنشده ألفين وسبع مائة قصيدة فأمر له بمائة ألف درهم وكان غير موثوق به كان ينحل شعر الرجل غيره ويزيد في الأشعار وهو أول من جمع شعر العرب قال المدائني ومن أهل الكوفة ثلاثة نفر من بكر بن وائل أئمة أبو حنيفة في الفقه وحمزة الزيات في القراءات وحماد الراوية في الشعر وكان المنصور يستخف مطيع بن إياس ويحبه فذكر له حمادا وكان صديقه وكان حماد مطرحا مجفوا في أيامهم فقال له آتنا به لنراه فأتاه مطيع وأعلمه بذلك فقال له حماد دعني فإن دولتي كانت مع بني أمية وما لي مع هؤلاء خير فأبى مطيع وألزمه بالتوجه معه إلى المنصور فأمره بالجلوس وقال له أنشدني قال أيها الأمير لشاعر بعينه أم لمن حضر قال بل أنشدني لجرير قال فسلخ والله شعر جرير من قلبي إلا قوله من الكامل * بان الخليط برامتين فودعوا * أو كلما عزموا لبين تجزع *) فاندفعت فأنشدته إياه حتى انتهيت إلى قوله
(٨٥)