ومنه يرثي صديقا له وقع المطر يوم موته من الطويل * بنفسي من أبكى السماوات فقده * بغيث ظنناه نوال يمينه * * فما استعبرت إلا أسى وتأسفا * وإلا فماذا القطر في غير حينه * ومنه من السريع * لا ترج ذا نقص وإن أصبحت * من دونه في الرتبة الشمس * * كيوان أعلى كوكب موضعا * وهو إذا أنصفته نحس * ومنه من الكامل * فدع التمدح بالقديم فكم عفا * في هذه الآكام قصر داثر * * إيوان كسرى اليوم بعد خرابه * خير لعمرك منه خص عامر * ومنه من الطويل * إذا أحرقت في القلب موضع سكناها * فمن ذا الذي من بعد يكرم مثواها * * وإن نزفت ماء العيون بهجرها * فمن أي عين تأمل العيس سقياها * * وما الدمع يوم البين إلا لآلىء * على الرسم في رسم الديار نثرناها * * وما أطلع الزهر الربيع وإنما * رأى الدمع أجياد الغصون فحلاها * * ولما أبان البين سر صدورنا * وأمكن فيها الأعين النجل مرماها * * عددنا دموع العين لما تحدرت * ردوعا من الصبر الجميل نزعناها * * ولما وقفنا للوداع وترجمت * لعيني عما في الضمائر عيناها * * بدت صورة في هيكل فلو أننا * ندين بأديان النصارى عبدناها) * (وما طربا صغنا القريض وإنما * جلا اليوم مرآة القرائح مرآها * * وليلة بتنا في ظلام شبيبتي * سراي وفي ليل الذوائب مسراها * * تأرج أرواح الصبا كلما سرى * بأنفاس ريا الليل آخر رياها * * ومهما أدرنا الكأس باتت جفونها * من الراح تسقينا الذي قد سقيناها * منها من الطويل * ولو لم يجد الندى في يمينه * لسائله غير الشبيبة أعطاها * * فيا ملك الدنيا وسائس أهلها * سياسة من ساس الأمور وقاساها * * ومن كلف الأيام ضد طباعها * وعاين أهوال الخطوب فعاناها * * عسى نظرة تجلو بقلبي وخاطري * صداه فإني دائما أتصداها * ومنه من الطويل
(٨٣)