الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ٨٢
3 (المهذب ابن الزبير)) الحسن بن علي بن إبراهيم بن الزبير أبو محمد الملقب بالقاضي المهذب وهو أخو القاضي الرشيد أحمد بن علي وقد تقدم ذكره في الأحمدين توفي القاضي المهذب المذكور في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمسمائة بمصر وكان كاتبا مليح الخط جيد العبارة فصيح الألفاظ وكان أشعر من أخيه الرشيد واختص بالصالح بن زريك ويقال إن أكثر الشعر الذي في ديوان الصالح إنما هو شعر المهذب هذا وحصل له من مال الصالح مال جم وكان القاضي عبد العزيز بن الحباب هو الذي قدمه عند الصالح ولما مات ابن الحباب شمت به المهذب ومشى في جنازته لابسا ثيابا مذهبة فنقص بهذا السبب واستقبح الناس فعله ولم يعش بعده إلا شهرا واحدا وصنف المهذب كتاب الأنساب وهو أكثر من عشرين مجلدة كل مجلد عشرون كراسا قال ياقوت رأيت بعضه فوجدته مع تحققي بهذا العلم وبحثي عن كتبه لا مزيد عليه وكان المهذب قد مضى رسولا إلى اليمن عن بعض ملوك مصر واجتهد هناك في تحصيل كتب النسب وجمع منها ما لم يجتمع عند أحد ومن شعره من الطويل * لقد طال هذا الليل بعد فراقه * وعهدي به قبل الفراق قصير * * وكيف أرجي الصبح بعدهم وقد * تولت شموس بعدهم وبدور * ومنه من البسيط * أقصر فديتك عن لومي وعن عذلي * أو لا فخ أمانا من ظبي المقل * * من كل طرف مريض الجفن ينشدني * يا رب رام بنجد من بني ثعل) * (إن كان فيه لنا وهو السقيم شفا * فربما صحت الأجسام بالعلل * ومنه في رفاء من الطويل * بليت برفاء لواحظ طرفه * بنا فعلت ما ليس يفعله النصل * * يجور على العشاق والعدل دأبه * ويقطعني ظلما وصنعته الوصل * ومنه من الكامل * ولئن ترقرق دمعه يوم النوى * في الطرف منه وما تناثر عقده * * فالسيف أقطع ما يكون إذا غدا * متحيرا في صفحتيه فرنده *
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»