الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ١٩٣
وكانت أيامه مشرقة بالعدل وتوفي رحمه الله سنة خمس وسبعين وخمسمائة وكان له من الولد أحمد وهو الإمام الناصر وهاشم أبو منصور ونادى برفع المكوس ورد المظالم الكثيرة وفرق مالا عظيما على الهاشميين والعلويين والمدارس والربط وكان دائم البذل للمال وخلع على أرباب الدولة ألفا وثلاثمائة قباء إبرسيم لما استخلف وأمر سبعة عشر مملوكا ثم احتجب عن الناس ولم يركب إلا مع الخدم ولم يدخل عليه غير قايماز وفي أيامه انقضت دولة بني عبيد ملوك مصر وضربت السكة باسمه وجاء البشير إلى بغداد وغلقت الأسواق وضربت القباب وصنف ابن الجوزي في ذلك كتاب النصر على مصر وخطب له بمصر وأسوان والشام واليمن برقة وتوزر ودانت الملوك بطاعته وكان يطلب ابن الجوزي ويأمره بعقد مجلس الوعظ ويجلس بحيث يسمع ووزر له عضد الدولة ابن رئيس الرؤساء وأبو الفضل زعيم الدين ابن جعفر ومحمد بن محمد بن عبد الكريم الأنباري ومات في الوزارة ظهير الدين ابن العطار وكان على قضاء قضاته أبو الحسن بن علي بن الدامغاني وحاجبه مجد الدين أبو الفضل بن الصاحب وأبو سعد محمد بن المعوج وقال فيه الحيص بيص من الخفيف ياإمام الهدى علوت عن الجود بمال وفضة ونضار فوهبت الأعمار والمدن والبلدان في ساعة مضت من نهار فبماذا أثني عليك وقد جاوزت فضل البحور والأمطار * إنما أنت معجز مستقل * خارق للعقول والأفكار * جمعت نفسك الشريفة بالبأس وبالجود بين ماء ونار 3 (الباهلي الأشعري)) أبو الحسن الباهلي البصري المتكلم الأشعري أخذ عن الأشعري علم النظر وبرع وتقدم مع) الدين والتعبد قال ابن الباقلاني كنت أنا والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني والأستاذ ابن فورك معا في درس أبي الحسن الباهلي كان يدرس لنا في كل جمعة مرة وكان من شدة اشتغاله بالله مثل الواله المجنون وتوفي في حدود السبعين والثلاثمائة 3 (رأس الخياطية)) أبو الحسن بن أبي عمرو الخياط المعتزلي رأس الفرقة الخياطية
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»