أمعاء لأن الجهجاه شرب حلاب سبع شياه قبل أن يسلم ثم إنه اسلم فلم يستتم يوما آخر حلاب شاة واحدة فعليه خاصة كان مخرج هذا الحديث والجهجاه هو الذي تناول العصا من يد عثمان وهو يخطب فكسرها ثم أخذته في ركبته الآكلة وكان عصا رسول الله صلى عليه وسلم روى عنه عطاء وسليمان بن يسار ونافع مولى ابن عمر ((جهم)) 3 (رأس الجهمية)) جهم بن صفوان رأس الجهمية الذي ينسبون إليه من المجبرة ظهرت بدعته بترمذ وقتله سالم بن أحوز المازني في آخر ملك بني أمية ذهب إلى أن الإنسان لا يوصف بالاستطاعة على الفعل بل هو مجبور بما يخلقه الله تعالى من الأفعال على حسب ما يخلقه في سائر الجمادات وأن نسبة الفعل إليه إنما هو بطريق المجاز كما يقال جرى الماء وطلعت الشمس وتغيمت السماء إلى غير ذلك ووافق المعتزلة في نفي صفات الله الأزلية وزاد عليهم بأشياء منها أنه نفى كونه حيا عالما وأثبت كونه عالما قادرا ومنها أنه أثبت للباري تعالى علوما حادثة لا في محل ومنها أنه قال لا يجوز أن يعلم الله تعالى الشيء قبل خلقه قال لأنه لو علم به قبل خلقه لم يخل إما أن يكون علمه بأنه سيوجده يبقى بعد أن يوجده أم لا لا جائز أن يبقى لأنه بعد أن أوجده لا يبقى العلم بأنه سيوجده لأن العلم بأنه أوجده غير العلم بأنه سيوجده ضرورة وإلا لانقلب العلم جهلا وهو على الله سبحانه محال وإن لم يبق علمه بأنه سيوجده بعد أن أوجده فقد تغير والتغير على الله محال وإذا ثبت هذا تعين أن يكون علمه حادثا بحدوث الإيجاد لأن ذلك
(١٦٠)