الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١١ - الصفحة ١٥٥
* لا تنس لي يا قاتلي في الهوى * حشاشة من حرقي تنسلي * * لا ترس لي ألقى به في الهوى * سهام عينيك منى ترسل * * لا تخت لي يشرف قدري به * إلا إذا ما كنت بي تختلي * * لا جنك لي تطرب أوتاره * إلا ثنا يملى على جنكلي * وحكى لي من لفظه الذي لحقني من الكلفة بسبب السلطان أحمد الناصر بن الناصر محمد في توجهنا إليه إلى الكرك وإحضاره منها للجلوس على كرسي الملك بقلعة الجبل والتقدمة له بعد ذلك وفي حالة التوجه إليه لمحاصرته بالكرك مبلغ ألف ألف وأربعمئة ألف وتوفي الأمير بدر الدين رحمه الله تعالى في سنة ست وأربعين وسبعمئة ((الجنيد)) 3 (الصوفي رضي الله عنه)) الجنيد أبو القاسم بن محمد بن الجنيد النهاوندي الأصل البغدادي القواريري الخزاز قيل أن أباه كان قواريريا يعني زجاجا وكان هو خزازا وكان شيخ العارفين وقدوة السالكين وعلم الأولياء في زمانه ولد ببغداد بعد العشرين ومئتين وتفقه على أبيثور وسمع من الحسن بن عرفة وغيره واختص بصحبة السري السقطي والحارث المحاسبي وأبي حمزة البغدادي وأتقن العلم ثم أقبل على شانه ورزق من الذكاء وصواب الأجوبة ما لم يرزق مثله في زمانه وكان ورده في كل يوم ثلاثمئة ركعة وكذا كذا ألف تسبيحة وقال غير مرة علمنا مضبوط بالكتاب والسنة كان المترسلون الكتاب يحضرونه لألفاظه والمتكلمون لزمام علمه والفلاسفة لدقة معانيه وقال كنت العببين يدي السري السقطي وأنا ابن سبع سنين وبين يديه جماعة يتكلمون في الشكر فقال لي يا غلام ما الشكر فقلت أن لا تعصي الله بنعمة فقال أخشى أن يكون حظك من الله لسانك قال فلا أزال أبكي على هذه
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»