إليهم فارتحل ناقتي هذه واركبها ثم البس حلتي هذه واشققها ثم اعل على شرف وصح بهذه الأبيات وخلاك ذم من الكامل * بكر النعي وما كنى بجميل * وثوى بمصر ثواء غير قفول * * ولقد أجر البرد في وادي القرى * نشوان بين مزارع ونخيل * * قومي بثينة فاندبي بعويل * وابكي خليلك دون كل خليل * قال ففعلت ما أمرني به فما استتممت الأبيات حتى خرجت بثينة كأنها بدر في دجنة وهي تتثنى في مرطها حتى أتتني فقالت والله يا هذا إن كنت كاذبا لقد فضحتني وإن كنت صادقا لقد قتلتني قلت والله ما أنا إلا صادق وأخرجت حلته فلما رأتها صاحب بأعلى صوتها وصكت وجهها واجتمع نساء الحي يبكين معها ويندبنه حتى صعقت فمكثت مغشيا عليها ساعة ثم قامت وهي تقول من الطويل * وإن سلوي عن جميل لساعة * من الدهر ما حانت ولا حان حينها * * سواء علينا يا جميل بن معمر * إذا مت بأساء الحياة ولينها *) ومن شعر جميل رحمه الله تعالى من الطويل * وإني لراض منك يا بثن بالذي * لو أيقنه الواشي لقرت بلابله * * بلا وبأن لا أستطيع وبالمنى * وبالوعد حتى يسأم الوعد ماطاله * * وبالنظرة العجلي وبالحول نلتقي * أواخره لا نلتقي وأوائله * ومنه من الطويل * إذا قلت ما بي يا بثينة قاتلي * من الوجد قالت ثابت ويزيد * * وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به * بثينة قالت ذاك منك بعيد * وأخبار جميل وشعره مستوفى في الأغاني وتاريخ ابن عساكر 3 (البغدادي)) جميل بن محمد بن جميل البغدادي من الرؤساء الظرفاء كان إذا أراد الركوب في كل يوم يقول اللهم أعوذ بك من السبع فقيل له تركب في الكرخ وأي سبع في الكرخ فقال لو أردت ذلك لقلت السبع ولكني استعيذ من سبع خصال فأقول اللهم إني أعوذ بك من السبع وأضمرها وهي اللهم إني أعوذ بك من السعي الخائب والربح العائب والحائط المائل والميزاب السائل ومشحمات الروايا والمطايا التي تحمل البلايا والتهور في البلاليع
(١٤٣)