الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ٢٠٧
((بيبرس)) 3 (الملك الظاهر بيبرس)) بيبرس بن عبد الله السلطان الأعظم الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح الصالحي قال عز الدين محمد بن علي بن إبراهيم بن شداد أخبرني الأمير بدر الدين بيسري أن مولد الملك الظاهر بأرض القبجاق سنة خمس وعشرين وستمائة تقريبا ولما أزمع التتار على قصد بلادهم كاتبوا أنص قان ملك الأولاق أن يعبروا بحر سوداق إليه ليجيرهم من التتار فأجابهم إلى ذلك وأنزلهم واديا بين جبلين له فوهة إلى البحر والأخرى إلى البر وكان عبورهم إليه سنة أربعين وستمائة فلما اطمأنوا غدر بهم وشن الغارة عليهم فقتل وسبى وكنت أنا والملك الظاهر فيمن أسر فبيع فيمن بيع وحمل إلى سيواس فاجتمعت به في سيواس ثم افترقنا واجتمعت به في حلب بخان ابن قليج ثم افترقنا فحمل إلى القاهرة وشراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري وبقي عنده فلما قبض عليه الملك الصالح نجم الدين أيوب أخذ الملك الظاهر في جملة ما استرجعه وقدمه على طائفة من الجمدارية فلما مات الصالح وملك بعده المعظم وقتل وولوا عز الدين أيبك التركماني الأتابكية ثم استقل وقتل الفارس أقطاي) الجمدار ركب الظاهر والبحرية وقصدوا القلعة فلم ينالوا مقصودا فخرجوا من القاهرة مجاهرين بالعداوة للتركماني مهاجرين إلى الناصر صاحب الشام وكان الظاهر وبلبان الرشيدي وأزدمر السيفي وسنقر الرومي وسنقر الأشقر وبيسري الشمسي وقلاوون الألفي وبلبان المستعرب وغيرهم فأكرمهم الناصر وأطلق للظاهر ثلاثين ألف درهم وثلاثة قطر بغالا وثلاثة قطر جمالا وخيلا وملبوسا وفرق في البقية الأموال والخلع وكتب إليه المعز أيبك يحذره منهم فلم يصغ إليه وعين للظاهر إقطاعا بحلب فسأله العوض عن ذلك بزرعين وحنين فأجابه فتوجه إليهما ثم خاف الناصر فتوجه بمن معه من خوشداشيته إلى الكرك فجهز صاحبها معه عسكرا إلى مصر فخرج إليه عسكر من مصر فكسروهم ونجا الظاهر وبيليك الخزندار فعاد الظاهر إلى الكرك وتواترت عليه كتب المصريين يحرضونه على قصد مصر وجاءه جماعة من عسكر الناصر
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»