الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ١٨١
فاطمة الجوذرانية وسعيد بن أبي الرجاء والحسين بن عبد الملك الخلال سمع منها جماعة وحدث عنها يوسف بن خليل وغيره توفيت ثامن شهر رجب الفرد سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة ((بلك الجمدار نائب صفد)) بلك الأمير سيف الدين الجمدار الناصري حضر مع الأمير سيف الدين بشتاك لما ورد للحوطة على موجود الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى بالشام في جملة أمراء الطبلخانات الذين حضروا معه ثم توجه معه إلى مصر وأقام بها إلى أن رسم للأمير سيف الدين طقتمر الأحمدي بنيابة حماة وكان بصفد نائبا فحينئذ رسم في الأيام الصالحية إسماعيل للأمير سيف الدين بلك هذا بنيابة صفد فحضر إليها وأقام بها بقية الأيام الصالحية ولما توفي الصالح رحمه الله تعالى وتولى الكامل شعبان أخرج الأمير سيف الدين الملك نائب مصر إلى صفد نائبا عوضا عن الأمير سيف الدين بلك فحضر إليها وعاد الأمير سيف الدين بلك إلى الديار المصرية وأقام بها أميرا مقدم ألف وذلك في شهر ربيع الآخر سنة ست وأربعين وسبع مائة ولم يزل بها مقيما إلى أن ورد الخبر بموته في القاهرة سنة تسع وأربعين وسبع مائة وذلك بعد عيد شهر رمضان في الطاعون الكائن في السنة المذكورة ((بلكين صاحب أفريقية)) بلكين بن زيري بن مناد الحميري الصنهاجي وهو جد باديس المقدم ذكره واسمه يوسف أيضا ولكن بلكين بضم الباء واللام وتشديد الكاف المكسورة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها نون وهو الذي استخلفه المعز ابن المنصور العبيدي على أفريقية عند توجهه إلى الديار المصرية وأمر الناس بالسمع والطاعة له وسلم إليه البلاد وخرجت العمال وجباة الأموال باسمه وأوصاه المعز بأمور كثيرة وأكد عليه في فعلها ثم قال إن نسيت ما أوصيتك به فلا تنس ثلاثة أشياء إياك أن ترفع الجباية عن أهل البلاد من البادية والسيف عن البربر ولا تول أحدا من إخوتك وبني عمك فإنهم يرون أنهم أحق بهذا الأمر منك وافعل مع أهل الحاضرة خيرا وفارقه على ذلك وعاد من وداعه وتصرف في الولاية ولم يزل حسن السيرة تام النظر في مصالح دولته ورعيته إلى أن توفي سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة بموضع يقال له واركلان مجاورا لأفريقية وكانت علته القولنج وقيل خرجت في يده بثرة فمات منها وكان له أربع مائة حظية ويقال إن البشائر وفدت عليه في يوم واحد بولادة سبعة عشر ولدا
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»