* فحبذا تلك الليالي التي * كم يسر الله بها مطلبا * * ما أحد في مثلها طامع * هيهات فاتت في المنى أشعبا * وينهي بعد دعاء يرفعه في كل بكرة وأصيل وولاء حصل منه على النعيم المقيم ولا يقول وقع في العريض الطويل وثناء إذا مر في الرياض النافحة صح أن نسيم السحر عليل وحفاظ ود يتمنى كل من جالسه لو أن له مثل المملوك خليل وورد المثال الكريم فقابل منه اليد البيضاء بل الديمة الوطفاء بل الكاعب الحسناء وتلقى منه طرة صبح ليس للدجى عليها أذيال وغرة نجح ما كدر صفاءها خيبة الآمال فلو كان كل وارد مثله لفضل المشيب على الشباب ونزع المتصابي عن التستر بالخطاب ورفض السواد ولو كان خالا على الوجنة وعد المسك إذا ذر على الكافور هجنة وأين سواد الدجى إذا سجى من بياض النهار إذا انهار وأين وجنات الكواعب النقية من الأصداغ المسودة بدخان العذار وأين نور الحق من ظلمة الباطل وأين العقد الذي كله در من العقد الذي فيه السبج فواصل يا له من وارد تنزه عن وطء الأقلام المسودة وعلا قدره عن السطور التي لا تزال وجوهها بالمداد مربدة حتى جاء يتلألأ بياضا ويتقد وأتى يتهادى في النور الذي تعتقد فيه المجوسية ما تعتقد ولكن توهم المملوك أن تكون صحف الود أمست مثله عفاء وظن بأبيات العهود السالفة أن تكون كهذه المراسلة من الرقوم خلاء * لو أنها يوم المعاد صحيفتي * ما سر قلبي كونها بيضاء * فلقد سودت حال المملوك ببياضها وعدم من عدم الفوائد البهائية ما كان يغازله من صحيحات) الجفون ومراضها وما أحق تلك الأوصال الوافدة بلا فائدة الجائدة بزيارتها التي خلت من الجود بالسلام وإن لم تخل زورتها من الإجادة أن ينشدها المملوك قول البحتري أبي عبادة * أخجلتني بندى يديك فسودت * ما بيننا تلك اليد البيضاء * * وقطعتني بالوصل حتى أنني * متخوف ألا يكون لقاء * يا عجبا كيف اتخذ مولانا هذا الصامت رسولا بعد هذه الفترة وكيف ركن إليه في إبلاغ ما في ضميره ولم يحمله من در الكلام ذرة وكيف أهدى عروس تحيته ولم يقلدها من كلامه بشذرة ما نطق هذا الوارد إلا بالعتاب مع ما نذر وندب ولا أبدى غير ما قرر من الإهمال وقرب * على كل حال أم عمرو جميلة * وإن لبست خلقانها وجديدها * وبالجملة فقد مر ذكر المملوك بالخاطر الكريم وطاف من حنوه طائف على المودة التي أصبحت كالصريم وإذا كان الشاعر قد قال
(١٦٠)