وقع سيف ولو ترك القطا ليلا لنام ورموه بأوابد ودواهي وادعوا أنه ركب في الليل في المراكب في بحر النيل وقالوا أشياء الله اعلم بها وكانت مدة ملكه شهرين وأياما رحمه الله تعالى وسامحه وكان شابا حلو الصورة فيه سمرة وهيف قوام تقدير عمره ما هو حول العشرين سنة وكان أفحل الإخوة وأشجعهم زوجه والده بنت الأمير سيف الدين طقز دمر ولما جاء أخوه الناصر أحمد عمل الناس عزاءه ودار جواريه في الليل بالداردك في شوارع القاهرة وأبكين الناس ورحمه الناس وتأسفوا عليه لأنه خذل وعمل عليه وأخذ بغتة وقتل غضا طريا ولو استمر لكان جاء منه ملك عظيم كان في عزمه أن لا يغير قاعدة من فواعد جده المنصور ويبطل ما كان أبوه أحدثه من إقطاعات العربان وإنعاماتهم وغير ذلك 3 (ابن الرضي)) أبو بكر بن محمد بن الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي الجماعيلي ثم الصالحي القطان الشيخ الصالح المقرئ مسند وقته ولد سنة تسع وأربعين أو خمسين وست مائة وتوفي سنة ثمان وثلاثين وسبع مائة أجاز له عيسى الخياط وسبط السلفي وسبط الجوزي ومجد الدين ابن تيمية وخلق وحضر خطيب مردا والعماد عبد الحميد بن عبد الهادي ثم سمع منه في سنة سبع وسبع مائة ومن إبراهيم بن خليل وعبد الله ابن الخشوعي ومن ابن عبد الدايم والرضي ابن البرهان صحيح مسلم سوى فوت مجهول يسير وحضر أيضا محمد بن عبد الهادي وتفرد بأجزاء وعوالي وروى الكثير أكثر عنه المحب وأولاده وأخوه السروجي والذهلي وابنا السفاقسي وخلق وكان شيخا مباركا خيرا كثير التلاوة حسن الصحبة حميد الطريقة وحدث بأماكن 3 (بهاء الدين ابن غانم)) أبو بكر بن محمد بن غانم ذكر تمام نسبه في ترجمة أخيه أحمد بن محمد هو أحد الإخوة كان كاتب إنشاء بطرابلس ثم حضر إلى دمشق وكتب الدرج قدام الصاحب شمس الدين ثم) لما عزل زين الدين عمر بن حلاوات من توقيع صفد توجه بهاء الدين إليها وأقام بها تقدير تسع سنين فلما توفي زين الدين ابن حلاوات بطرابلس سنة سبع وعشرين وسبع مائة جهز بهاء الدين إلى طرابلس كاتب سر عوضه ولم يزل بها إلى سنة خمس وثلاثين وسبع مائة فتوفي في هذه السنة رحمه الله تعالى وكان حسن الشكل لطيف العشرة عليه أنس في السماع وله حركة في الرقص وكان قد حصل له ميل إلى طقصبا وهو صبي يغني وكان يعمل به السماعات ويرقص على غنائه ويحصل له وجد عظيم أنشدني من لفظه لنفسه * لا ترجى مودة من مغن * فمعنى الفؤاد من يرتجيها *
(١٥٨)