قال فأخذ غناؤها بقلبي ولم يدر لي منه حرف فقلت يا جارية ما أدري أوجهك أحسن أم) غناؤك فلو شئت أعدت قالت حبا وكرامة ثم أسندت ظهرها إلى جدار وانبعثت تغنيه فما دار لي منه حرف فقلت لو تفضلت مرة أخرى فقطبت وكلحت وقالت ما أعجب أمركم يجيء الواحد منكم إلى الجارية عليها الضربية فيشغلها عن ضريبتها فرميت إليها بالثلاثة دراهم فأخذتها وقالت أحسبك تأخذ بهذا الصوت ألف دينار وألف دينار وألف دينار ثم أعادته ففهمته ثم سافرت إلى بغداد وآل الأمر إلى أن غنيت الرشيد بالأبيات فأعطاني ثلاثة أكياس في كل كيس ألف دينار فتبسمت فقال ما لك فأخبرته خبر الجارية وكان منقطعا إلى موسى الهادي هو والحراني فضربهما المهدي وطردهما فلما مات المهدي أمر الهادي الفضل بن الربيع فبعث إلى ابن جامع وأقدمه من مكة وأنزله قريبا من قصره واشترى له جارية وأحسن إليه فذكره موسى ذات ليلة فقال لجلسائه أما كان فيكم أحد يعرف موقع ابن ماجة من نفسي فيرسل إليه فإذا ذكرته دعوت به فقال الفضل هو والله عندي يا أمير المؤمنين وأمر بإحضاره ووصل الفضل بعشرة آلاف دينار وولاه حجابته وقال صاحب الأغاني كان ابن جامع أحسن المغنين في أيامه صوتا وأقواهم طبعا وأصحهم صنعة وكان إذا صاح قطع أصحاب النايات وغناؤه نحو من خمسمائة صوت ولم يؤخره عن طبقة القدماء إلا جهله بالوتر وهو من المعدودين في صحة التأليف وسلوك أساليب الحذاق المطبوعين ومن الرواة المذكورين 3 (الذي تنسب إليه الإسماعيلية)) إسماعيل بن جعفر الصادق رضي الله عنه وهو ابنه الأكبر وإليه تنسب الفرقة الإسماعيلية قالت الإسماعيلية هو المنصوص عليه في بدء الأمر ولم يتزوج الصادق على أمه بواحدة من النساء ولا اشترى جارية كسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق خديجة وكسنة علي في فاطمة واختلف في موته فقالوا إنه مات في حياة أبيه وقالوا إنما فائدة النص عليه وإن كان قد مات في حياة أبيه لانتقال الإمامة منه إلى الأولاد خاصة كما نص موسى على هارون ثم مات هارون قبل موسى لانتقال الإمامة منه إلى الأولاد فإن النص لا يرجع القهقري والقول بالبداء محال ولا ينص الإمام على واحد من ولده إلا بعد السماع من آبائه والتعيين لا يجوز على الإبهام والجهالة ومنهم من قال إنه لم يمت لكنه أظهر موته تقية عليه حتى لا يقصد بالقتل ولهذا القول دلالات منها أن محمدا كان صغيرا وهو أخوه لأمه مضى) على السرير الذي كان إسماعيل نائما ورفع الملاءة فأبصره وقد فتح عينه عدا إلى أبيه وقال عاش أخي عاش أخي قال والده إن أولاد الرسول عليه السلام كذا يكون حالهم في الآخرة قالوا وما السبب في الإشهاد
(٦٢)