الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٨ - الصفحة ١٨٦
* ولي غلام طال في دقة * كخط إقليدس لا عرض له * * وقد تناهى عقله خفة * فصار كالنقطة لا جزء له * قال قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان ويوجد له بأيدي الناس مقاطيع وأما ديوانه فعزيز الوجود وبلغني أن القاضي الفاضل رحمه الله وصى بعض الأدباء السفار أن يحصل له ديوانه فسأل عنه في البلاد التي انتهى إليها فلم يقع له على خبر فكتب إلى الفاضل يخبره بعدم قدرته عليه وفيه أبيات من جملتها عجز بيت وهو وأقفر من شعر المنازي المنازل انتهى قلت أما الأبيات الميمية فإنها شاعت وذاعت وضمنها الشعراء أشياء لائقة يجيء كل شيء في ترجمة قائله وأما البيتان الأخيران ففيهما عيب وهو الإيطاء لأن له تكررت معه في القافيتين ومن شعره يرثي طفلا له توفي * أطاقت يد الموت انتزاعك من يدي * ولم يطق الموت انتزاعك من صدري * * لئن كنت ممحو المحاسن في الثرى * فإنك محفوظ المحاسن في فكري * * فلا وصل إلا بين عيني والبكا * ولا هجر إلا بين قلبي والصبر * ومنه * نفى حتى الذباب الخضر عنها * ذباب من حسامك ذو اخضرار * * وشرد ضاريات الأسد عنها * ثعالب في أسنتك الضواري * ومنه * لحى الله من يستنصر ابن عدوه * سفاها ولا يستنصر ابن أبيه * * كفيل من الشطرنج يحمي ويحتمي * بقاطبة الشطرنج غير أخيه * ومن شعر النازي أورده له أسامة بن منقذ في شعراء المحدثين * لقد عرض الحمام لنا بسجع * إذا أصغى له ركب تلاحى) * (صحا قلب الخلي فقال غنى * وبرح بالشجي فقال ناحا * * وكم للشوق في أحشاء صب * إذا اندملت أجد لها جراحا * * ضعيف الصبر فيك وإن تقاوى * وسكران الفؤاد وإن تصاحى * * كذاك بنو الهوى سكرى صحاة * كأحداق المها مرضى صحاحا * وأورد له أيضا
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»