الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ٥٧
والنثر من ذلك رسالته التي أولها يا مولاي وسيدي الذي ودادي له واعتمادي عليه واعتدادي به ومنها إن سلبتني أعزك الله لباس إنعامك وعطلتني من حلي إيناسك وأظمأتني إلى برد إسعافك وغضضت عني طرف حمايتك بعد أن نظر الأعمى إلى تأميلي فيك وأحس الجماد باستحمادي لك وسمع الأصم ثنائي عليك ولا غرو فقد يغص بالماء شاربه ويقتل الدواء المستشفي به ويؤتى الحذر من مأمنه وتكون منية المتمني في أمنيته والحين قد يسبق جهد الحريص * كل المصائب قد تمر على الفتى * وتهون غير شماتة الحساد * إني لأتجلد وأري الحاسدين أني لا أتضعضع وأقول هل أنا إلا يد أدماها سوارها وجبين عض به إكليله ومشرفي ألصقه بالأرض صاقله وسمهري عرضه على النار مثقفه وعبد ذهب فيه سيده مذهب الذي تقول * فقسا ليزجره ومن يك حازما * فليقس أحيانا على من يرحم * منها حنانيك بلغ السيل الزبى ونالني ما حسبي به وكفى وما أراني إلا لو أمرت بالسجود لآدم فأبيت واستكبرت وقال لي نوح اركب معنا فقلت سآوي إلى جبل يعصمني من الماء وأمرت ببناء الصرح لعلي أطلع إلى إله موسى وعكفت على العجل واعتديت في السبت وتعاطيت فعقرت الناقة وشربت من النهر الذي ابتلي به جنود طالوت وقدمت الفيل لأبرهة وعاهدت قريشا على ما في الصحيفة وتأولت في بيعة العقبة ونفرت إلى العير ببدر واعتزلت بثلث الناس يوم أحد وتخلفت عن صلاة العصر في
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»