منها فسقى ربعنا بمنعرج النيل هطالا مغدودق الإنبجاس كأيادي الأمير ذي الطول تاج الدين رب العلى أبي العباس 3 (القاضي ابن أبي دؤاد)) أحمد بن فرج بن جرير بن مالك بن عبد الله بن عباد ينتهي إلى معد بن عدنان أصله من قرية بقنسرين وتجر أبوه إلى الشام وكان معه حدثا فنشأ في طلب العلم وخاصة الفقه والكلام وصحب هياج بن العلاء السلمي وكان من أصحاب واصل بن عطاء فصار إلى الاعتزال قال أبو العيناء ما رأيت رئيسا قط أفصح ولا أنطق من ابن أبي دؤاد وولي القضاء للمعتصم والواثق وكان داعية إلى القول بخلق القرآن وكان موصوفا بالجود والسخاء وحسن الخلق وغزارة الأدب قال الصولي كان يقال أكرم من كان في دولة بني العباس البرامكة ثم ابن أبي دؤاد ولولا ما وضع به نفسه من محبة المحنة لاجتمعت الألسن عليه ولم يضف إلى كرمه كرم أحد وقال عون بن محمد الكندي لعهدي بالكرخ وأن رجلا لو قال ابن أبي دؤاد مسلم لقلت في مكانه ثم وقع الحريق في الكرخ وهو الذي لم يكن مثله قط كان الرجل يقوم في صينية في شارع الكرخ فيرى السفن في دجلة فقال ابن أبي دؤاد للمعتصم يا أمير المؤمنين رعيتك في بلد آبائك ودار ملكهم نزل بهم هذا الأمر فاعطف عليهم بشيء تفرقه فيهم يمسك أرماقهم ويبنون به ما انهدم فلم يزل ينازله حتى أطلق له خمسة آلاف درهم فقال يا أمير) المؤمنين إن فرقها غيري خفت أن لا يقسم بالسوية فقال ذلك إليك فقسمها على مقادير ما ذهب منهم وغرم من ماله جملة فقال عون لعهدي بعد ذلك بالكرخ لو قال زر ابن أبي دؤاد وسخ لقتل وقال أبو العيناء كان الأفشين يحسد أبا دلف للعربية والشجاعة فاحتال عليه حتى شهد عليه بخيانة وقتل فأخذه ببعض أسبابه وجلس له وأحضره السياف وبلغ ابن أبي دؤاد الخبر فركب في وقته مع من حضر من عدوله فدخل على الأفشين وقد جيء بأبي دلف ليقتل فوقف ثم قال إني رسول أمير المؤمنين إليك وقد أمرك أن لا تحدث في أبي دلف حدثا حتى تسلمه إلي ثم التفت إلى العدول فقال اشهدوا أني أديت رسالة أمير المؤمنين وأبو دلف حي معافى فقالوا
(١٨٤)