أبو حيان كان يحرر اللغة ويعلمني المنطق يعني النطق وكان أفصح عالم رأيته وأشفقه على خلق الله تعالى أمارا بالمعروف له صبر على المحن يضحك تبسما وكان ورعا عاقلا له اليد الطولى في علم الحديث والقراءات والعربية ومشاركة في أصول الفقه صنف فيه وفي علم الكلام والفقه وله كتب كثيرة وأمهات وقال الشيخ شمس الدين من مسموعاته السنن الكبير للنسائي سمعه من أبي الحسن الشاري بسماعه من أبي محمد ابن عبيد الله الحجري عن أبي جعفر البطروجي متصلا بينه وبين المصنف ستة وعني بالحديث أتم عناية ونظر في الرجال وفهم وأتقن وجمع وألف تاريخا للأندلس ذيل به على الصلة لابن بشكوال وأحكم العربية وأقرأها مدة طويلة أخذ عنه أبو حيان وأبو القاسم محمد بن سهل الوزير وأبو عبد الله محمد بن القاسم بن رمان والزاهد أبو عمرو بن المرابط وأبو القاسم بن عمران السبتي وخلق كثير) في فنون العلم ومات وله إحدى وثمانون سنة 3 (ابن الشيخ الحنبلي)) أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن راجح الإمام الذكي نجم الدين ابن الشيخ عماد الدين ابن القاضي نجم الدين ابن الشهاب المقدسي الحنبلي سبط الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر ولد في نحو ستين وست مائة وتفقه وشارك وحصل له جنون قال الشيخ شمس الدين من الحشيشة وكان يقف في الطريق ويسرد أشياء مفيدة وينبسط على المرد ويشحذ ثم إنه عقل ولزم الخير ثم تغير ثم عقل وقيل إنه كان يفعل ذلك خلاعة وله تلاميذ وزبون وهو آخو الفتى شمس الدين الحنبلي نزيل مصر وتوفي رحمه الله سنة عشر وسبع مائة 3 (الحافظ البندنيجي)) أحمد بن أحمد بن كرم بن غالب بن قتيل البندنيجي البزاز أبو العباس ابن أبي بكر ابن أبي السعادات الحافظ من أهل باب الأزج سمع في صباه شيئا من الحديث ثم طلب بنفسه وسمع الكثير وقرأ على المشايخ وبالغ في طلب العلم وأكثر من المسموعات وكتب بخطه الكثير وحصل الأصول الحسان وعني بفهم الحديث وتحقيق ألفاظ وضبط أسماء الرجال ومعرفة مؤتلفها ومتخلفها حتى برع في ذلك وتقدم نظراءه وقرأ القرآن بالروايات على أبي الحسن ابن عساكر البطائحي وغيره وحصل طرفا من الأدب صالحا ولم يزل يشهد عند الحكام إلى أيام قاضي القضاة محمد بن جعفر العباسي ثم عزل عن الشهادة لما عزل قاضي القضاة العباسي فإنه وجد خطه على سجل باطل ليس له أصل فأحضر بمجلس عام بدر أستاذ الدار بدار الخلافة فذكر أنه لم يشهده وقال إنما قال لي قاضي القضاة العباسي أنا شاهدته فاكتب عليه فركن إلى قوله وكتب فرفع طيلسانه وكشف رأسه وأركب جملا وطيف به الحريم من باب النوبي إلى عقدي المصطنع وخلفه غلام الحسبة بالدرة ومع ذلك شاهدان آخران ينادي
(١٤١)