ومنه * دعا طرفه طرفي فأقبل مسرعا * وأثر في خديه فاقتص من قلبي * * شكوت إليه ما لقيت من الهوى * فقال على رسل فمت فما ذنبي * ومنه * ذنبي إليه خضوعي حين أبصره * وطول شوقي إليه حين أذكره * * وما جرحت بلحظ العين وجنته * إلا ومن كبدي يقتص محجره * * نفسي على بخله تفديه من قمر * وإن رماني بذنب ليس يغفره * * وعاذل باصطبار القلب يأمرني * فقلت من أين لي قلب فأهجره * وقد أورد له صاحب الأغاني في كتابه أخبارا ظريفة منها ما رواه بسنده إلى ابن البراء قال حدثني أبي قال عزم محمد بن عبد الله بن طاهر على الصبوح وعنده الحسن بن محمد بن طالوت فقال له محمد كنا نحتاج إلى أن يكون معنا ثالث نأنس به ونلتذ بمنادمته فمن ترى أن يكونقال ابن طالوت قد خطر ببالي رجل ليس علينا في منادمته ثقل قد خلا من إبرام المجالسين وبرئ من ثقل المؤانسين خفيف الوطأة إذا أدنيته سريع الوثبة إذا أمرته قال من هوقال ما ني الموسوس فقال محمد ما أسأت الاختيار ثم تقدم إلى صاحب الشرطة بطلبه وإحضاره فما كان بأسرع من أن قبض عليه صاحب الكرخ فوافى به باب محمد فلما مثل بين يديه وسلم رد عليه وقال ما حان لك أن تزورنا مع شوقنا إليكفقال له ماني أعز الله الأمير الشوق شديد والود عتيد والحجاب صعب والبواب فظ ولو سهل لي الإذن لسهلت علي الزيارة فقال له محمد لقد لطفت في الاستئذان وأمره بالجلوس فجلس وكان قد أطعم قبل أن يدخل وأدخل الحمام وأخذ من شعره وألبس ثيابا نظافا وأتي محمد بن عبد الله بجارية لإحدى بنات المهدي كان يحب السماع منها وكانت تكثر عنده وكان أول ما غنته * ولست بناس إذ غدوا وتحملوا * دموعي على الخدين من شدة الوجد * * وقولي وقد زالت بعيني حمولهم * بواكر تحدى لا يكن آخر العهد * فقال ماني أيأذن لي الأمير قال في ماذا قال في استحسان ما أسمع قال نعم قال أحسنت والله فإن رأيت أن تزيدي مع هذا الشعر هذين البيتين * وقمت أناجي الدمع والدمع حائر * بمقلة موقوف على الضر والجهد) * (ولم يعدني هذا الأمير بعدله * على ظالم قد لج في الهجر والصد * فقال محمد ومن أي شيء استعديت يا مانيفاستحيى وقال لا من ظلم أيها الأمير ولكن الطرب حرك شوقنا وكان كامنا وأظهره ثم غنت * حجبوها عن الرياح لأني * قلت يا ريح بلغيها السلاما *
(٢٤٧)