أبو العيناء بردها بشيء من شعرك وقال له المنتصر بن المتوكل يا أبا العيناء ما أحسن الجوابفقال ما أسكت المبطل وحير المحق فقال أحسنت والله ودخل على ابن منازة الكاتب وعنده ابن المرزبان فأراد العبث به ابن المرزبان فقال له ابن منازة لا تفعلفلم يقبل فلما جلس قال له يا أبا العيناء لم لبست جباعة فقال وما الجباعة قال التي ليست بجبة ولا دراعة فقال أبو العيناء ولم أنت صفدثم قال وما الصفدثم قال الذي ليس بصفعان ولا نديم فوجم لذلك وضحك أهل المجلس وقال عشقتني امرأة بالبصرة من غير أن تراني وإنما كانت تسمع كلامي وعذوبته فلما رأتني استقبحتني وقالت قبحه اللههذا هوفكتبت إليها) * ونبئتها لما رأتني تنكرت * وقالت ذميم أحول ما له جسم * * فإن تنكري مني احولالا فإني * أديب أريب لاعيي ولا فدم * فوقعت في الرقعة يا عاض بظر أمه ألديوان الرسائل أريدك أم لنفسيوقال جحظة أنشدنا أبو العيناء لنفسه * حمدت إلهي غذ منيت بحبها * على حول يغني عن النظر الشزر * * نظرت إليها والرقيب يظنني * نظرت إليه فاسترحت من العذر * وقال محمد بن خلف بن المرزبان قال لي أبو العيناء أتعرف في شعراء المحدثين رشيدا الرياحيقال قلت لا قال بلى هو القائل في * لنسب لابن قاسم مأثرات * فهو للخير صاحب وقرين * * أحول العين والخلائق زين * لا احولال بها ولا تلوين * ليس للمرء شائنا حول العين إذا كان فعله لا يشين فقلت له وكنت قبل العمى أحولمن السقم إلى البلى فقال هذا أطرف خبر تعرج به الملائكة إلى السماء اليوم وقال أيما اصلح من السقم إلى البلى أو حال العجوز لا وأخذها الله من القيادة إلى الزناء وقال الخطيب مولد أبي العيناء بالأهواز ومنشأه بالبصرة وبها كتب الحديث وطلب الأدب وسمع من أبي عبيدة والأصمعي وأبي عاصم النبيل وأبي زيد الأنصاري وغيرهم وكان من أحفظ الناس وأفصحهم لسانا وأسرعهم جوابا وأحضرهم نادرة وانتقل من البصرة إلى بغداد وكتب عنه أهلها ولم يسند من الحديث إلا القليل والغالب على رواياته الأخبار والحكايات وقال الدارقطني ليس بالقوي في الحديث الحافظ البياني القرطبي محمد بن قاسم بن محمد بن سيار الأموي مولاهم القرطبي البياني أو عبد الله الحافظ كان عالما بارعا في علم الوثائق توفي سنة سبع وعشرين وثلاث مائة
(٢٤٤)