وبالسند المذكور له أيضا * قالوا فلان عالم فاضل * فأكرموه مثل ما يرتضي * * فقلت لما لم يكن ذا تقى * تعارض المانع والمقتضي * وبالسند المذكور إجازة له يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم * يا سائرا نحو الحجاز مشمرا * اجهد فديتك في المسير وفي السرى * * وإذا سهرت الليل في طلب العلى * فحذار ثم حذار من خدع الكرى * * فالقصد حيث النور يشرق ساطعا * والطرف حيث ترى الثرى متعطرا * * قف بالمنازل والمناهل من لدن * وادي قباء إلى حمى أم القرى * * وتوخ آثار النبي فضع بها * متشرفا خديك في عفر البرى * * وإذا رأيت مهابط الوحي التي * نشرت على الآفاق نورا أنورا * * فاعلم بأنك ما رأيت شبيهها * مذ كنت في ماضي الزمان ولا ترى * * فتردد المختار بين بعيدها * وقريبها متبديا متحضرا * * واستودعت من سره ما كاد أن * يبدي لنا معنى الكمال مصورا * * سر فهمنا كنهه لم يشتبه * فنشك فيه ولم نهم فيفسرا * * ولقد أقول إذا الكواكب أشرقت * وترفعت في منهتى شرف الذرى * * لا تفخرا زهر فإن محمدا * أعلى على ص منها وأشرف جوهرا * * نلنا به ما قد رأينا من على * مع ما نؤمل في القيامة أن نرى * * فسعادة أزلية سبقت وما * هو ثابت أزلا فلن يتغيرا * * وسيادة بارى الأنام بها ولا * سيما إذا قدموا عليه المحشرا * * ومواهب يأتي لها التأميل مس * تقصى فيرجع عندها مستقصرا * * ومهابة ملأ القلوب بهاؤها * واستنزلت كبر الملوك مصغرا * * ولربما كفت القتال فلو غدت * لليث نال بها الفريسة مخدرا * * وبديع لطف شمائل من دونها * ماء الغمامة والنسيم إذا سرى * * مع سطوة لله في يوم الوغى * تعنو لشدة بأسها أسد الشرى) * (لا ينكر المعروف من أخلاقه * وإذا استبيح حمى الإله تنكرا * * شوقي لقرب جنابه وصحابه * شوق يجل يسيره أن يذكرا *
(١٤٢)