الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ١٤٧
ويقول بالزجاج يا فقيه وقال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي حكى لي القاضي سراج الدين يونس بن عبد المجيد الأرمنتي قاضي قوص قال جئت إليه مرة وأردت الدخول فمنعني الحاجب وجاء الجلال العسلوجي فأدخله وغيره فتألمت وأخذت ورقة وكتبت فيها * قل للتقي الذي رعيته * راضون عن علمه وعن عمله * * انظر إلى بابك * يلوح من خلله * * باطنه رحمة وظاهره * يأتي إليك العذاب من قبله * ثم دخلت وجعلت الورقة في الدواة وظننت أنه ما رأى وقمت فقال اجلس ما في هذه الورقة قلت يقرأها سيدنا قال اقرأها أنت وكررت عليه وهو يرد علي فقرأتها فقال ما حملك على هذافحكيت له فقال وقف عليها أحدفقلت لا قال قطعها قال وأخبرني برهان الدين إبراهيم المصري الحنفي الطبيب وكان قد استوطن قوص سنين قال كنت أباشر وقفا فأخذه مني شمس الدين محمد بن أخي الشيخ ولاه لآخر فعز علي ونظمت أبياتا في الشيخ فبلغته فأنا أمشي مرة خلفه وإذا به قد التفت إلي وقال يا فقيه بلغني أنك هجوتني فسكت فقال أنشدني وألح علي فأنشدته الأبيات وهي) * وليت فولى الزهد عنك بأسره * وبان لنا غير الذي كنت تظهر * * ركنت إلى الدنيا وعاشرت أهلها * ولو كان عن جبر لقد كنت تعذر * فسكت زمانا وقال ما حملك على هذافقلت أنا رجل فقير وأنا أباشر وقفا أخذه مني فلان فقال ما علمت هذا أنت على حالك فباشرت الوقف مدة وخطر لي الحج فجئت إليه استأذنه فدخلت خلفه فالتفت إلي فقال أمعك هجو آخرفقلت لا ولكنني قصدت الحج وجئت أستأذن سيدي فقال مع السلامة ما يغير عليك وأنشدني إجازة الشيخ ناصر الدين شافع قال من نظم الشيخ تقي الدين قوله * تجاوزت حد الأكثرين إلى العلى * وسافرت واستبقيتهم في المفاوز * * وخضت بحاراص ليس يعرف قدرها * وألقيت نفسي في فسيح المفاوز * ولججت في الأفكار ثم تراجع اختياري إلى استحسان دين العجائز قلت ولقد وقفت له على جواب طويل كتبه في درج إلى الأمير سيف الدين منكوتمر نائب السلطنة لحسام الدين لاجين وكان عند أستاذه الجزء الذي لا يتجزأ وقد كتب فيه بعد البسملة ورد على العبد الفقير محمد بن علي مخاطبة الأمير الكبير سيف الدين ووقف عليها وعجب منها
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»