الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٣ - الصفحة ١٥٤
ورأي القيد يوما في رجل ولده أبي هاشم وقد عض بساقيه فبكى وقال * قيدي أما تعلمني مسلما * أبيت أن تشفث أو ترحما * * دمي شراب لك واللحم قد * أكلته لا تهشم الأعظما) * (إرحم طفيلا طايشا لبه * لم يخش أن يأتيك مسترحما * * وارحم أخيات له مثله * جرعتهن السم والعلقما * ولابن اللبانة مصنف جمعه سماه نظم السلوك في وعظ الملوك قصره على أشعاره وأشعار أولاده والمراثي التي نظمها فيهم ومنها قصيدة أولها * لكل شيء من الأشياء ميقات * وللمنى من مناياهن غايات * منها * أنفض يديك من الدنيا وزخرفها * فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا * * وقل لعالمها العلوي قد كتمت * سريرة العلم الأرضي أغمات * وقال أيضا وهو في السجن ينديه * تنشق رياحين السلام فإنما * أفض بها مسكا عليك مختما * * أفكر في عصر مضى الك مشرقا * فيرجع ضوء الصبح عندي مظلما * * وأعجب من أفق المجرة إذ رأى * كسوفك شمسا كيف أطلع أنجما * * قناة سعت للطعن حتى تقصدت * وسيف أطال الضرب حتى تثلما * * حبيب إلى قلبي حبيب وقوله * عسى وطن يدنو بهم ولعلما * منها * حكيت وقد فارقت ملكك مالكا * ومن ولهي أحكي عليك متمما * * تضيق علي الأرض حتى كأنما * خلقت وإياها سوارا ومعصما * * ندبتك حتى لم يخل لي الأسى * دموعا بها أبكي عليك ولا دما * * بكاك الحيا والريح شقت جيوبها * عليك وناح الرعد باسمك معلما * * ومزق ثوب البرق واكتسب الدجى * حدادا وقامت أنجم الجو مأتما * * قضى الله أن خطوك عن ظهر أشقر * أشم وأن أمطوك أشأم أدهما * وكان قد انفكت عنه القيود فأشار إلى ذلك يقول فيها * قيودك ذابت فانطلقت لقد غدت * قيودك منهم بالمكارم أرحما * * عجبت لأن لان الحديد وقد قسوا * لقد كان منهم بالسريرة أعلما * * ينجيك من نجى من الجب يوسفا * ويؤومك من آوى المسيح بن مريما *
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»